تنظر غرفة الاستئناف المكلفة بالإرهاب في سلا، اليوم الاثنين، في ملف مثير يُتابَع فيه حوالي 22 متهما، هم أعضاء شبكة تم تفكيكها في شهر غشت من السنة الماضية في مدينة طنجة، بعدما اقتحمت فيلا مسؤول دبلوماسي مغربي رفيع المستوى في البرتغال، وكانت تخطط للهجوم على مركز للشرطة، يقع في «بلازا طورو»، بغية الاستيلاء على الأسلحة النارية لرجال الشرطة. كما كان بعضهم يخططون للتسلل إلى ثكنة عسكرية في طنجة للاستيلاء على أسلحة نارية وقام أحدهم بجمع المعلومات عن الثكنة، كما كان مركز لمصالح القوات المساعدة هدفا لعناصر الشبكة في أفق الاستيلاء على أسلحتهم النارية. ويتابع المتّهمون بتُهَم تتعلق بتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، مع تولي دَور تسيير العصابة والسرقة والمشاركة تحت التهديد بالسلاح والاعتداء على سلامة الأشخاص وحرياتهم واحتجازهم والمشاركة في صنع المتفجرات، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام وإقناع الغير وتحريضه على أعمال إرهابية وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها... كل حسب المنسوب إليه في الملف، بينما يُتابَع ضابط الشرطة الممتاز بتقديمه عمدا المساعدة لأعضاء في عصابة إجرامية وإخفاء أشياء مُتحصَّل عليها من جناية وعدم التبليغ عن وقوع جريمة. وحسب أبحاث الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فقد تمكَّن المتهمون من اقتحام الفيلا ليلا، مقنعين بجوارب نسائية ومُسلَّحين، وتمكنوا من شل حركة زوجة المسؤول الدبلوماسي المغربي وكذا الخادمة في الفيلا وعملوا على احتجازهما في بهو الطابق الأرضي للفيلا. وأثناء استدعاء الفرقة الوطنية المسؤول الدبلوماسي، أكد الأخير أنه سافر إلى مدريد يوما قبل اقتحام الفيلا، وأخبره شقيقه أن مجموعة من الأشخاص، كانوا مدجَّجين بالأسلحة وملثمين، قاموا بالهجوم على منزله واقترفوا من داخله السرقة ولاذوا بالفرار. وقد اعتمدت الفرقة الوطنية على شهادة بستاني لفت انتباهَه دخول شخص كان شرطي بالزي المدني يتعقبه.. حيث أشهر المتهم سكينا وهدد بواسطته الشرطي وظل الشرطي يناديه بعبارة «لوح الموسْ من يدك».. لكن الجاني هاجم الشرطي، مما دفع الأخير إلى إطلاق رصاصة في اتجاه الساق اليمنى للمُتَّهَم فأسقطه أرضا وتمكن الشرطي من وضع الأصفاد في يديه. وحسب أبحاث الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فقد كان المتهمون يُخطّطون لمهاجمة الأبناك والأجانب، حيث اتفق بعضهم -حسب أبحاث الفرقة الوطنية- على «استحلال أموال الكفار» والقيام بعمليات انتحارية بواسطة شاحنات وسيارات مفخخة ضد المصالح الغربية، وخصوصا البعثات الدبلوماسية المعتمدة في المغرب، إضافة إلى ضرب رموز السلطة. كما كانت عناصر الشبكة تخطط لإقامة «معسكر» في مدينة ورزازات واختطاف السياح والإفراج عنهم مقابل فدية. وحسب قرار قاضي التحقيق، فإن بعض المتهمين متشبعون بأفكار متطرفة ويحاولون التوحد في جماعات وخلايا إرهابية هدفها تنفيذ مخططات تمس أمن واستقرار البلاد. ولتمكين الشبكة من الحصول على موارد مالية، تربصت عناصرها لمواطنين أفارقة يتاجرون في الكوكايين، وتمكَّن متهمون في الملف من مهاجمة إفريقي يعمل على توزيع الكوكايين وتم سلبه حوالي 40 غراما من المخدر المذكور وقاموا باقتسام أرباح بيعها في ما بينهم، كما تم استهداف فيلا مواطنة سورية في طنجة، وخططت الشبكة لاقتحام مسكن أحد الأثرياء السعوديين في الشمال. وصرح عدد من المتهمين في الملف، حسب المحاضر، بوضع مخطط لاختطاف بارون مخدرات ينشط بين المغرب وهولندا وطلب فدية للإفراج عنه مقابل 500 مليون سنتيم، لكنهم فشلوا في تنفيذ ذلك بعد توقيفهم من قبل المصالح الأمنية. وفي ما يخص ضابط الشرطة الممتاز في الدائرة الأمنية الخامسة في طنجة، أقرّ أحد الموقوفين بعلاقته بالضابط ومساعدة الأخير إياه في إنجاز محضر له مقابل رشوة قدرها 300 درهم. كما أقر بعلاقته في تزوير وثائق السيارات. ونفى الضابط هذه التصريحات وأكد أنه كان على علم بتزوير المتهم وثائق السيارات إلا أنه لم يخبر رؤساءه في العمل في ولاية أمن طنجة.