كشفت وزارة الداخلية أن نسبة المشاركة وصلت في حدود منتصف يوم أمس الجمعة إلى 11.5 في المائة، وظلت نسبة المشاركة محتشمة طيلة صباح أمس الجمعة، إذ وصلت إلى حدود الساعة العاشرة صباحا 4 في المائة على الصعيد الوطني. وتوقعت مصادر حزبية أن ترتفع نسبة المشاركة بعد صلاة الجمعة، التي من المتوقع أن تخصص في جميع مساجد المملكة لحث الناخبين على الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع، وكذلك لكون كثير من الموظفين يفضلون الاستفادة من التسهيلات التي تمنحها لهم الإدارة خلال ساعات المساء بدل الصباح. وقد انتهت منتصف الليلة الماضية الحملة الانتخابية في مختلف أنحاء المملكة، وعمد المرشحون في الدارالبيضاء إلى ابتداع وسائل جديدة في آخر يوم من الحملة تقوم على تكثيف الظهور أمام الناخبين دون التواصل المباشر معهم مخافة حدوث تشنجات، خاصة بعد الحملة القوية التي خاضتها حركة 20 فبراير للدعوة إلى المقاطعة. وشكل المرشحون مواكب من السيارات رفعت صورا لرمز الحزب الذي ينتمون إليه جابت مختلف شوارع وأزقة الدائرة الانتخابية التي يترشحون فيها. كما قام المرشحون بإلقاء فائض الأوراق الإشهارية الخاصة بالحملة الانتخابية في الهواء في محاولة لجعل حزبه آخر حزب يراه الناخبون قبل يوم الاقتراع. وفي سياق متصل، خاضت التنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير بالحي الحسني بالدارالبيضاء حملة لمقاطعة التصويت عشية نهاية الحملة الانتخابية، وحمل المتظاهرون الذين جابوا مختلف أحياء الوفاق شعارات تطالب سكان الحي بعدم المشاركة، كما رفعوا شعارات ضد بعض المرشحين الذين يترشحون للمرة الثانية على التوالي للبرلمان. وعرفت المسيرة حضورا أمنيا مكثفا، غير أن رجال الأمن اكتفوا بمراقبة مختلف أطوارها من بعيد. وغير بعيد عن مسيرة تنسيقية 20 فبراير دعا تجمع لممثلي بعض جمعيات المجتمع المدني المغاربة إلى المشاركة المكثفة في الانتخابات وعدم الالتفات إلى الدعوات المقاطعة التي يطلقها من وصفوهم بالعدميين. واستعان الداعون إلى المشاركة بمكبرات الصوت ومنشورات تحث الناخبين على المشاركة بكثافة يوم الاقتراع لفائدة الحزب السياسي الذي يقتنعون ببرنامجه الانتخابي لأن المهم هو التصويت لقطع الطريق على الداعين إلى المقاطعة. وبخصوص حصيلة الحملة الانتخابية، أكدت وزارة الداخلية أن مختلف الهيئات السياسية المشاركة في الانتخابات نظمت إلى حدود الأربعاء الماضي أزيد من 9500 نشاط، استقطبت ما يزيد عن 608 آلاف مشارك، بمعدل يزيد عن 55200 مشارك في اليوم. وأوضحت الوزارة أن 8 أحزاب سياسية استقطبت، من مجموع 31 حزبا مشاركا في هذا الاستحقاق، حوالي 75 في المائة من مجموع المشاركين على الصعيد الوطني. وتوزع المشاركون في هذه الأنشطة ما بين 52 في المائة بالوسط القروي و48 في المائة بالوسط الحضري. وأشارت الوزارة بخصوص السير العام للحملة الانتخابية إلى أنه لم يسجل ما يؤثر على سيرها العادي، رغم تسجيل بعض الحالات التي وصفتها بالبسيطة والمعزولة، التي لا تخرج عن نطاق المنافسة المعهودة، التي تعرفها أغلب المواعيد الانتخابية في مختلف البلدان. وبلغ العدد الإجمالي للوائح الترشيح المودعة برسم الدوائر الانتخابية المحلية (92 دائرة) ما مجموعه 1546 لائحة تشتمل على 5392 مرشحا ومرشحة، أي بمعدل وطني يقارب 17 لائحة ترشيح في كل دائرة محلية. أما اللائحة الوطنية فقد وصل عدد اللوائح المسجلة ما مجموعه 19 لائحة تتضمن 1710 ترشيحات، منها 1140 مرشحة و570 مرشحا شابا، في حين تم تسجيل لائحتين محليتين بالمرشحين اللامنتمين، واحدة منهما في الدارالبيضاء.