أقدم مجموعة من المكفوفين العاطلين عن العمل، صباح أمس الخميس، بمحاولة للانتحار، أمام كتابة الدولة التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في شارع الأبطال -أكدال في الرباط، كشكل احتجاجي جديد، لتسليط الضوء على معاناتهم اليومية مع البطالة، بعدما لم تفِ الوزارة الوصية -حسب تعبيرهم- بوعودها بتشغيلهم في يوليوز الماضي. وقد تمثلت طريقة الانتحار الجديدة التي لجأ إليها مكفوفان ينتميان إلى مجموعة ضحايا المكفوفين حاملي الشهادات، في تناولهما سما تُجهَل نوعيته، أمام أنظار القوات العمومية التي كانت تتواجد بعين المكان. وحسب مصدر من المجموعة، فإنهم قرروا الانتحار كشكل احتجاجي جديد، بعدما حاولوا عدة مرات إحراق ذواتهم بدون جدوى، مستنكرا عدم تدخل رجال الأمن لإنقاذ المنتحرين باستقدام سيارة الإسعاف. وقد خاض الضحايا، البالغ عددهم 14 شخصا، منذ شهر فبراير الماضي، اعتصاما أمام وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في الرباط. ويقول إحدهم إنهم تلقوا وعودا بالتوظيف على مراحل، حيث تم تشغيل خمسة منهم في المرحلة الأولى في الوقت الذي كان مقررا أن يتم توظيف ما تبقى منهم في يوليوز الماضي. كما أن مسؤولين في الوزارة أكدوا لهم أن مجموعة من المناصب قد خُصِّصت للوفاء بهذا الغرض، أحصاها المتحدث في 33 منصبا تهُمّ حاملي شهادات الباكلوريا ودبلوم الدراسات العليا العامة وشهادة الإجازة. يشار إلى أن المعطلين المكفوفين سبق لهم أن خاضوا عدة وقفات احتجاجية ومسيرات واعتصامات في الرباط قوبلت، في كثير من الأحيان، بتدخلات أمنية وُصِفت ب«العنيفة»، ولكنْ رغم ذلك، ما زال المكفوفون الذين يعتبرون أنه قد تم إقصاؤهم من طرف المجموعة السابقة، «يبتكرون» وسائل جديدة للاحتجاج، طمعا في حقهم، «المشروع»، في التوظيف.