احتفلت مساء أمس الجالية الليبية بالمغرب ومعها ثوار المجلس الانتقالي الليبي، الذين يخضعون للعلاج بالجناح «ب» بمستشفى الشيخ زايد، وبالمستشفى العسكري بالرباط، باعتقال سيف الإسلام نجل العقيد الليبي من طرف كتيبة مقاتلين بالجنوب على الحدود مع النيجر. وكان وزير العدل وحقوق الإنسان بالمجلس الانتقالي الليبي محمد العلاقي أعلن أن سيف الإسلام، الذي كان يعتبر الوريث لوالده، والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، اعتقل من قبل كتيبة ثوار الزنتان رفقة ثلاثة من مساعديه في منطقة أوباري. وتناقلت وسائل الإعلام الدولية صورة يظهر فيها سيف الإسلام بلباس الطوارق، وهو كثيف اللحية ومتكئ على أريكة وقد غطت بطانية ساقيه، وهو يلوح بيده اليمنى التي كانت ثلاثة من أصابعها مضمدة. وأفاد قادة عسكريون في المجلس الانتقالي، نقلا عن سيف الإسلام نفسه، أنه جرح في قصف على قافلة عندما كان يغادر بني وليد خلال سقوط معقل قوات القذافي في منتصف أكتوبر الماضي. وفي وقت لاحق نقل سيف الإسلام على متن طائرة إلى منطقة الزنتان في انتظار نقله إلى العاصمة طرابلس، في حين تجمهرت أعداد كبيرة من الثوار والمواطنين الليبيين حول الطائرة في محاولة للاعتداء عليه. وبمجرد تأكيد نبأ اعتقاله سارعت المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان نيتها في ترحيل ابن العقيد ليحاكم أمامها، وهو ما رفضه المجلس الوطني الانتقالي، إذ أكد محمود شمام أن سيف الإسلام سيحاكم في ليبيا، ولن ينقل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ولم يكن سيف الإسلام (39 عاماً) يشغل أي منصب رسمي، لكن كان له نفوذ كبير مع تحوله في السنوات الأخيرة إلى موفد للنظام الليبي الأكثر مصداقية ومهندس الإصلاحات والحريص على تطبيع العلاقات بين ليبيا والغرب.لكنه منذ اندلاع الثورة، في منتصف فبراير الماضي، دأب على استخدام لهجة عدائية وخاض مقاومة شرسة من أجل إنقاذ نظام والده. وقال محللون إن سيف الإسلام يملك منجما من المعلومات حول اتفاقات نظام والده مع الغرب، وبغض النظر عن الطريقة التي سيتم التعامل بها في محاكمة سيف الإسلام القذافي، فإن السؤال يتمحور حول دوره المحتمل في الاتفاقات مع الغرب في موضوع النفط، أو الإفراج عن عبد الباسط المقرحي، وما إذا كان مستعدا بالأساس للتحدث في هذه المواضيع.