فشل فريق النادي الإفريقي التونسي في حسم نهائي كأس الكاف، على الرغم من انتصاره في مباراة الذهاب، التي جمعته بالمغرب الفاسي على أرضية ملعب رادس بضواحي العاصمة التونسية، بهدف دون رد حمل توقيع الكامروني ألكسيس في الدقيقة السابعة من شوط المباراة الأول. ورغم أن فريق المغرب الفاسي أكمل المباراة بنقص عددي بعد طرد اللاعب الزكرومي، إلا أنه سيطر على مختلف مجريات الشوط الثاني، ولاحت أمامه عدة فرص حقيقية للتسجيل، فشل في ترجمتها إلى أهداف إما بسبب سوء التقدير أو التسرع. هذا الطرد أثار الكثير من الشكوك حول جدية ونزاهة التحكيم الإفريقي، خصوصا أن جميع المباريات التي يكون أحد أطرافها تونسيا تنتهي بنقص عددي في صفوف الفريق المنافس. لكن المثير في هذه المباراة، التي تابعها زهاء 45 ألف متفرج، هو الحماس الجماهيري، الذي ساعد الفريق التونسي على استعادة توازنه في عدد كبير من فترات المباراة. وتبادل الفريقان الهجمات خلال المباراة، التي كانت مفتوحة على كل الاحتمالات، بالنظر إلى عدم ركون الماص إلى الدفاع. لكن الأمر الذي أغضب المتتبعين، خصوصا الجمهور الفاسي، هو الارتباك الذي ظهر على خط الدفاع مباشرة بعد تسجيل الهدف الأول. وهي أمور يجب أن تنتفي بالنسبة إلى فريق يصارع من أجل الفوز بالكأس الثانية من ناحية الأهمية على مستوى الأندية. ويمكن التأكيد على أن فريق المغرب الفاسي فرط في العودة على الأقل بنتيجة التعادل، وهو تعادل كان في متناوله، من خلال الكم الكبير من فرص التهديف التي لاحت للمهاجم حمزة بورزوق، رغم أن الكل أجمع على أنه يعتبر من بين أفضل اللاعبين أداء خلال المباراة، إلى جانب اللاعب أسامة الشطيبي. وكان بمقدور بورزوق أن يسجل هدف التعديل خلال الأنفاس الأخيرة من المباراة، بعد توصله بتمريرة دقيقة في ظهر المدافعين التونسيين، الذين اعتقدوا أنه كان متسللا، لكن فشله في ترويض الكرة فوت الفرصة على الفريق الفاسي في العودة بنتيجة جيدة. ورغم أن الجميع يرى أن فريق المغرب الفاسي يمتلك جميع الإمكانيات والقدرات التي تسمح له بتجاوز فارق الهدف، إلا أن العارفين بأمور الكرة التونسية يدركون جيدا أن الفرق التونسية تلعب بشكل جيد خارج قواعدها، وذلك بفعل التجربة التي راكمها عدد كبير من اللاعبين المجربين. وهي كلها مؤشرات دالة على أن مباراة العودة التي ستدور بمدينة فاس بعد أسبوعين ستتسم بالقوة والصلابة من الطرفين معا. للإشارة، ففريق الإفريقي سيخوض مباراة العودة بجميع لاعبيه، رغم أنه كان يخشى حصول سبعة من لاعبيه على الإنذار الثاني. بالمقابل يغيب اللاعب الزكرومي عن صفوف فريقه بعد حصوله على البطاقة الحمراء.