أثار اعتزام المغرب توشيح سياسي إسباني بالوسام العلوي انتقادات داخل إسبانيا وخارجها، على اعتبار أن الشخص الموشح «له سجل حافل في انتقاد العرب والمسلمين ودافع عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول (ص) وغزو العراق». وأثار هذا التوشيح المرتقب، الذي أعلن عنه سفير المغرب في مدريد عمر عزيمان، تساؤلات مسلمين إسبان وعدد من دعاة السلام، الذين أعادوا إلى الأذهان موقف أريستيغي القوي المساند للغزو الأمريكي للعراق، ودفاعه عن الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية المسيئة للإسلام. وكان أعضاء من الحزب الشعبي نفسه، الذي يعتبر أريستيغي أحد أبرز وجوهه، وصفوا هذا الأخير بكونه مجرم حرب، إلى جانب خوسي ماريا أثنار، رئيس الحكومة السابق، وهما معا ساندا بقوة الحرب الأمريكية على العراق، واعتبراها «حربا ديمقراطية ضد دكتاتورية صدام». من جهته، اعتبر أريستيغي، في تصريح لصحيفة «إيل موندو» الإسبانية، أن توشيحه من طرف الملك محمد السادس بالوسام الأرفع في البلاد، الذي سيتم على الأرجح يعتبر فخرا له. وقال أريستيغي: «أنا أنتمي إلى الحزب الشعبي، وهو حزب لا ينظر إليه المغرب بارتياح، كما أنني أدافع عن إسبانية سبتة ومليلية، وهذه اختلافات في الرأي تبدو إيجابية». ويدافع أريستيغي بقوة عن إسبانية سبتة ومليلية، وكان يعتبر من أكثر المتحمسين لأطروحات البوليساريو حول الصحراء، على غرار باقي وجوه الحزب الشعبي المعروفة، بالإضافة إلى أنه واحد من المنظرين الإيديولوجيين لهذا الحزب اليميني، ومعروف عنه علاقاته القوية وصداقته المتميزة مع خوسي ماريا أثنار، الذي يذكره المغاربة بنزاع جزيرة تورة (ليلى).