جرى، مساء يوم الخميس المنصرم، بمدريد توشيح رجل الأعمال الإسباني، رئيس (مؤسسة بيريس من أجل السلام)، رئيس (الجمعية العالمية السفارديم)، إسحاق سيبوني، بوسام العرش من درجة ضابط أنعم به عليه جلالة الملك محمد السادس. جرى تسليم هذا الوسام الملكي لسيبوني من قبل سيرج بيرديغو، السفير المتجول لجلالة الملك، خلال حفل استقبال أقيم بمقر إقامة سفير المغرب في مدريد، عمر عزيمان. وأشاد بيرديغو في كلمة بالمناسبة، بالخصال الحميدة لسيبوني، والتزامه بتعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا. كما أشاد بيرديغو بالجهود التي يبذلها سيبوني، وهو عضو مؤسس لمؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط، من أجل التقارب بين الثقافات، والتعايش بين الديانات الثلاث من خلال مختلف المبادرات التي يرعاها خاصة في مجالات الثقافة والسلام. وأبرز بيرديغو التعلق القوي لأفراد الجالية اليهودية من أصل مغربي بالمملكة وهو التعلق الذي يتوارثونه أبا عن جد أينما كانوا. وأشار السفير المتجول لجلالة الملك في هذا السياق إلى جو التسامح والانفتاح، الذي ينعم به المغرب، الذي يعتبر نموذجا يحتذى به في هذا المجال، مؤكدا أن اليهود المغاربة كانوا دائما يتمتعون بالأمن والطمأنينة بالمملكة، حيث قاموا بدورهم كمواطنين في انسجام تام مع باقي المغاربة. كما أعرب عن مشاعر المحبة والاحترام التي تكنها الجالية اليهودية لجلالة الملك محمد السادس. ومن جهته هنأ برناردينو ليون الكاتب العام لرئاسة الحكومة الإسبانية إسحاق سيبوني بهذا التوشيح الذي أنعم به عليه جلالة الملك محمد السادس، مؤكدا أن سيبوني يستحق هذه الالتفاتة بالنظر للعمل، الذي يقوم به من أجل التقارب بين الثقافات والأديان وهو العمل الذي يقوم به في كثير من الأحيان بتواضع كبير. وأبرز ليون أن هذا التوشيح يأتي لينضاف إلى وسام العرش من درجة فارس، الذي كان جلالة الملك محمد السادس أنعم به على سيبوني سنة2000 مكافأة له على الأعمال التي يقوم بها إسحاق سيبوني. وحرص الكاتب العام لرئاسة الحكومة الإسبانية على إبراز الدور الذي تضطلع به الجالية اليهودية من أصل مغربي، المقيمة في إسبانيا من أجل التقارب بين المغرب وإسبانيا، ومن أجل التعايش بين الثقافات والأديان. ومن جانبه أشاد عمر عزيمان بالخصال الحميدة، التي يتصف بها سيبوني وبتمسكه بمسقط رأسه المغرب، والعمل الذي يقوم به من أجل تعزيز التفاهم بين إسبانيا والمغرب. كما أشاد الدبلوماسي المغربي بالدور الذي يقوم به سيبوني في التقارب بين الثقافات والأديان، والجهود التي يبذلها من أجل تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المغرب وإسبانيا. وأعرب إسحاق سيبوني بهذه المناسبة عن خالص شكره وامتنانه العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الالتفاتة الملكية، معربا عن ابتهاجه واعتزازه بها. وأشار إلى أن هذا التوشيح ليس مكافأة له فقط "ولكن أيضا لجميع أولئك الذين يعتبرون أنهم يشكلون جزءا من تاريخ المغرب البلد، الذي يعتبر نموذجا سواء على مستوى المغرب العربي أو على المستوى الدولي". وأكد أن هذا التوشيح يشكل أيضا مكافأة لجميع أولئك الذين يدعمون باقتناع كبير التقدم الاقتصادي والاجتماعي للمغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. واعتبر سيبوني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء هذا التوشيح "مصدر فخر واعتزاز" بالنسبة له، مؤكدا أن هذه الالتفاتة الملكية تزيد من تعلقه بالأرض التي ولد بها. وكان سيبوني الذي ازداد بمدينة طنجة قد توجه إلى إسبانيا لمواصلة دراساته الجامعية في الهندسة الصناعية والتصميم التقني، قبل أن يلج عالم الأعمال، حيث أصبح أحد كبار رجال الأعمال في إسبانيا. وأسس سيبوني، الذي يعتبر من بين المدافعين المتحمسين للسلام والتعايش بين الأديان، الجمعية العالمية "السفارديم" سنة 1992، بهدف تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب من مختلف الديانات. كما قام باشتراك مع جامعة "ألكالا دي إيناريس" بتأسيس المعهد الدولي للدراسات حول السفارديم والأندلس الذي يترأسه حاليا. وسيبوني رئيس مؤسسة مركز بيريس من أجل السلام وعضو مؤسس لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط معروف بمساهماته من أجل التقارب بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فقام برعاية العديد من الأنشطة لتعزيز السلام في منطقة الشرق الأوسط كبناء المدارس في فلسطين، ورعاية مباريات لكرة القدم بين الفلسطينيين والإسرائيليين. حضر هذا الحفل العديد من الشخصيات الإسبانية من رجال الأعمال والثقافة والسياسة والقضاء وأفراد من الجالية اليهودية من أصل مغربي فضلا عن أعضاء السلك الدبلوماسي المغربي المعتمد في إسبانيا.