انتقد مدربون مغاربة اقتصار الفرنسي روجي لومير مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم على اللاعبين المحترفين لمباراة المغرب وموريطانيا. واعتبروا في اتصالات أجرتها معهم «المساء» بأن غياب اللاعبين المحليين مستفز وضربة للبطولة الوطنية التي ارتفع مستوى التنافس فيها وباتت مبارياتها أكثر حدة وتجرى بإيقاع سريع. وقال حمادي حميدوش المدرب السابق للمنتخب الوطني والمدير التقني الحالي لفريق النادي المكناسي إن لومير أخطأ بعدم إعطائه الفرصة للاعبين المحليين في هذه المباراة، وأضاف «صحيح أن المنتخب الوطني يحتاج لنتيجة الفوز في مباراته أمام موريطانيا ليؤمن تأهله إلى الدور الثاني، لكن موريطانيا منتخب عادي وإذا لم يأخذ اللاعب المحلي فرصته في مباريات كهذه فمتى ستمنح له». وأوضح أن عددا من اللاعبين المحليين كان بإمكان لومير المناداة عليهم ومنحهم حافزا معنويا مهما، معطيا المثال بعدد من لاعبي فريق الجيش الملكي الذين تألقوا في مباراتهم أمام الرجاء وبالمهدي النملي لاعب أولمبيك اسفي الذي أحرز ثلاثية في الجولة الثانية أمام شباب المسيرة. وزاد «المناداة على مثل هؤلاء اللاعبين مهمة للاعب وللمنتخب الوطني وحتى بالنسبة للمنتخب المحلي المقبل على مباراة تصفوية حاسمة أمام ليبيا في كأس إفريقيا للاعبين المحليين». وبالنسبة للمناداة على الحارسين زازا وأمسيف، أبرز حميدوش أنها ستكون مغامرة أن تسند حراسة مرمى المنتخب الوطني لحارس لم يسبق له أن أجرى أية مباراة ودية مع المنتخب الوطني، مشيرا إلى أن الحارس كيفما كان مستواه فإنه في حاجة بدوره للتأقلم مع المدافعين. وبخصوص التواجد الكبير للمحترفين، قال حميدوش إنه ليس كل لاعب يمارس بأوروبا بإمكانه أن يكون في مستوى حمل القميص الوطني، مشيرا إلى أنه باستثناء بعض اللاعبين، فإن عددا من المحترفين مستواهم عادي بل إن هناك لاعبين في البطولة الوطنية يفوقونهم مستوى. وأبرز أنه إذا لم يكن المحترف يمارس في الدوري الإنجليزي أو الإسباني على أعلى مستوى فإنه لن يمثل قيمة مضافة كبيرة للمنتخب الوطني، مؤكدا أن في عدم المناداة على اللاعبين المحليين رسالة إحباط بالنسبة لهم. وسار المدرب الوطني حسن مومن في الاتجاه ذاته، وأكد ل«المساء» أن غياب اللاعبين المحليين عن لائحة اللاعبين التي ستواجه موريطانيا تبدو مستفزة، بيد أنه استدرك بالقول «لكننا يمكن أن نقرأ هذا الأمر من زاوية أن لومير ليس مقتنعا بعطاءات اللاعبين المحليين وبالتالي فإنه يوجه رسالة خطيرة للاعبي البطولة من شأنها أن تشعرهم بالإحباط، وأن عليهم أن يضاعفوا الجهود ليكون بمقدورهم الانضمام إليه». وأوضح مومن أن مباراة موريطانيا برغم أهميتها فإنه لم يكن ضروريا الاعتماد على المحترفين فيها فقط. وبالنسبة لحراسة المرمى، قال مومن إن أيا من الحارسين اللذين وجه لهما لومير الدعوة للانضمام إلى المنتخب الوطني لم يخوضا آخر مباراتين وديتين. وانتقد مومن المناداة على يوسف رابح ونبيل درار، مشيرا إلى أن الأول ارتكب «حماقة» مع المنتخب الأولمبي لما واجه بوتسوانا عندما رمى بالقميص الوطني، في الوقت الذي أعلن فيه الثاني رغبته في الانضمام إلى المنتخب البلجيكي، مؤكدا أن المنتخب الوطني يجب أن لا يخضع للمساومة، قبل أن يخلص إلى القول أن لومير مطالب بتقديم إيضاحات للرأي العام حول اختياراته.