أقدمت الشرطة التونسية، التي كلفت بحفظ الأمن في إياب نهائي أبطال إفريقيا بين الوداد والترجي الرياضي بملعب رادس، على الاعتداء على جماهير الوداد التي ساندت الفريق في النهائي، وحسب شهود عيان، فإن مجموعة من عناصر الشرطة التونسية، أقدمت على تعنيف محبي الوداد باستعمال الهراوات والغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى إصابة العديد منهم. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «المساء» فإن ثلاثين جريحا نقلوا إلى مستشفيات تونسية لتلقي الإسعافات الأولية، وأغلبهم عادوا إلى أرض الوطن في رحلة جوية من تونس العاصمة إلى مدينة الدارالبيضاء ليلة أول أمس السبت.
ولم يسلم من الاعتداء حتى الزملاء الصحافيون بعدما تعرض المصور الصحافي إدريس اليماني لعدد من اللكمات والضرب بالهراوات من قبل عناصر الشرطة، وفي هذا الصدد أكد اليماني ل«المساء» أنه أصيب في كتفه، كما تم سلبه آلة التصوير الخاصة به التي كانت توثق لاعتداءات الأمن التونسي.
وتعددت الروايات حول الدواعي الرئيسية وراء قيام الشرطة التونسية بهذا العمل، لكن الغالبية، سواء تونسيين أو مغاربة، شجبت هذا الاعتداء الذي من شأنه توليد العداوة بين جماهير البلدين الشقيقين.
وفي سياق متصل، علمت «المساء» أن الداخلية التونسية قررت فتح تحقيق في الموضوع لمعرفة ملابسات الحادث، بعد طلب رسمي من وزير الرياضة التونسي سليم شاكر، الذي أكد في تصريحات إعلامية أنه سيعمل بتنسيق مع وزير الداخلية التونسي لمعرفة حقيقة ما وقع عقب المباراة التي جمعت الفريقين المغربي والتونسي، معتبرا أنه «من الطبيعي أن تحدث بعض الأشياء في لقاءات كرة القدم، لكن المطلوب هو التهدئة وإرضاء الجميع» مؤكدا أن «العلاقات المغربية التونسية هي فوق كل اعتبار، ولا يمكن لمباراة في كرة القدم أن تؤثر في قوة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين».
كما عبرت الحكومة المغربية، في شخص وزير الشباب والرياضة، منصف بلخياط، عن أسفها على ما وقع في ملعب رادس، مشيرا في تصريح لقناة «ميدي آن تي في» أنه لم يفهم دواعي الاعتداء على الجمهور المغربي بهذه الطريقة وباستعمال الغازات المسيلة للدموع، موضحا كلامه بالقول: «إن ما حدث يسيء لكرة القدم، التي تنبني على الروح الرياضية، ولا يسعني، والحالة هاته، إلا أن أعبر عن أسفي الشديد لما حصل».
وأوضح الوزير أنه سيتابع ما حدث بتنسيق مع وزير الشباب والرياضة التونسي والسفارة المغربية بتونس لمعرفة ملابسات هذه الأحداث و»اتخاذ الإجراءات التي يتطلبها الموقف حتى لا تتكرر مثل هذه الأمور».