لم تتمكن طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الملكية، قادمة في رحلة داخلية رقم AT842 من مدينة الدارالبيضاء إلى مدينة الداخلة، من الهبوط بمطار المدينة، خلال رحلة نهاية الأسبوع الماضي، بسبب الضباب الكثيف الذي حجب الرؤية عن ربان الطائرة، مما جعل برج المراقبة ينصحه بالتوجه إلى مطار الحسن الأول بمدينة العيون، حيث لم يتمكن ركاب الطائرة من مواصلة طريقهم إلى وجهتهم الأصلية عبر الجو، ولم توفر لهم الشركة مكانا للمبيت بمدينة العيون، ليتم في الأخير نقلهم إلى نقطة الانطلاق مدينة الدارالبيضاء لقضاء ليلتهم هناك، مما خلق نوعا من الارتباك في صفوف زبناء «لارام»، في حين قرر غالبيتهم السفر برا إلى الداخلة. وقد سبق أن عبرت مجموعة من الفعاليات المحلية بالأقاليم الصحراوية، عن استيائها من خدمات الخطوط الملكية المغربية، كما نددت بما أسمته الاستهتار والتهميش الممنهج، من قبل شركة الخطوط الوحيدة التي تسير رحلات داخل المملكة، وشرحت بعض الفئات المتضررة من «لارام» ل«المساء» سبب استيائها. فكان الإجماع على أن الشركة لم تف بوعودها تجاه المنطقة الجنوبية التي تعرف نموا على كافة الأصعدة، فالرحلات الجوية المتوفرة مثلا من العيون نحو الاتجاهات الأخرى، مقتصرة على رحلات شبه يومية ما عدا يوم الخميس، نحو مدينة الدارالبيضاء فقط، أما المدن الأخرى التي تربطها بالمدينة مصالح اقتصادية أو استشفائية مباشرة كأكاديروالداخلة، فهي مغيبة عن جدول رحلات لارام، لذلك يضطر كل من أراد السفر الى أكادير مثلا أن يدفع ثمن رحلتين من العيون نحو الدارالبيضاء ثم من البيضاء نحو أكادير ليتجاوز ثمن التذكرة من العيون نحو عاصمة سوس أكثر من 3000 درهم أي ثمن رحلة ذهابا وإيابا نحو إحدى العواصم الأوربية، وينضاف إلى كل هذه الإكراهات، مشكل آخر يتمثل في برمجة توقيت الرحلات التي يكون أغلبها بعد منتصف الليل، مما يضطر القادمين من العيون الى التفكير في طريقة للتنقل نحو الدارالبيضاء أو الرباط، في ظل عدم و جود رحلات للقطار من مطار محمد الخامس في ساعات متأخرة من الليل. ولم تعرف الشكايات التي تقدم بها بعض سكان المدن الصحراوية، طريقها إلى الجهات المعنية، في ظل غياب تام لمناقشة مشكلة النقل الجوي بالأقاليم الجنوبية داخل قبة البرلمان بغرفتيه، ربما لأن نواب الأمة يستفيدون من رحلات جوية بأثمان تفضيلية. يذكر أن المجلس الملكي للشؤون الصحراوية «الكوركاس»، قد سبق له في الدورة العادية السابقة التي احتضنتها مدينة السمارة يوم 19-12-2007 أن تدارس مع وزارة التجهيز والنقل وشركة الخطوط الملكية المغربية، وسائل معالجة الخصاص الموجود في قطاع النقل الجوي وإيجاد حلول لها في أقرب الآجال من أجل ربط جميع المدن الصحراوية بالخطوط الجوية، لكنه إلى حد الساعة لم يلمس أي جديد بخصوص النقل الجوي، بل بالعكس فإنه قبل 2007 كانت هناك رحلات جوية من العيون نحو أكاديروالداخلة وجزر الكناري.