عاش رئيس مجلس المستشارين الدكتور محمد الشيخ بيد الله لحظات غير مسبوقة أول أمس عندما أصيبت الطائرة التي كان يمتطيها بعطب تقني جعلها تحوم فوق سماء آسفي لساعة كاملة قبل أن تعود إلى الدارالبيضاء وينفذ ربانها هبوطا اضطراريا. وكانت الطائرة التابعة للخطوط الملكية المغربية قد عادت (ليلة الأربعاء/ الخميس) من فوق سماء آسفي إلى نقطة الانطلاق مطار الدارالبيضاء بعد أن اكتشف ربانها أنها أصيبت بعطل تقني يمنعها من استكمال الرحلة المتوجهة نحو أبيدجان بسلام. وظلت الطائرة تحوم في الأجواء المغربية لساعة كاملة، دون أن يطلع طاقمها الركاب على أن هناك مشكلة في محركها. ولاحظ بعض الركاب أنهم بصدد رؤية مشهد لمدينة مضيئة ظل يتكرر نحو ثلاث مرات من انطلاقهم، وهو ما جعل بعضهم يرتابون فيما إذا كانوا قد غادروا سماء الدارالبيضاء. بدأت الاستفسارات والتساؤلات، وبعد دقائق عوضها صراخ الأطفال والنساء، وانتاب الكثيرون حالة ذعر حقيقي، عبر عنها أحد الركاب ل «الأحداث المغربية» بأنها لحظات رعب لاتنسى. كانت الطائرة غاصة بالركاب المغاربة والأجانب، لكن الركاب لاحظوا أنها تضم ركابا غير عاديين، يتقدمهم رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيدالله ورئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالغرفة الثانية حكيم بنشماش، وعضو المكتب السياسي للحزب عزيز بنعزوز، الذين كانوا خلال هذه الرحلة في مهمة حزبية استجابة لدعوة من الحزب الحاكم بالكوت يفوار. ووجدت الطائرة صعوبة في الهبوط بمدرجات مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، وقام ربانها بهبوط اضطراري زاد من هلع الراكبين، بيد أن ذهول الركاب سيزداد عندما اكتشفوا أنه لم تكن ولا سيارة إسعاف واحدة أو شاحنة للإطفاء في انتظارهم، رغم أن فشل الهبوط الاضطراري كان يعني احتمال اندلاع النيران في محرك الطائرة أو انفجارها لاقدر الله. ووجه جميع الركاب لامتطاء حافلة صغيرة عادت بهم إلى المطار، في انتظار تهييء الطائرة البديلة التي ستقلهم نحو وجهتهم. وعلمت «الأحداث المغربية» أن نائب الأمين العام للبام ورئيس فريقه بالبرلمان، بنشماش يعتزم رفع دعوى قضائية على شركة الخطوط الملكية المغربية، بسبب ما اعتبره استهتارا بأرواح المواطنين، وإحجام طاقم الطائرة عن التواصل مع الركاب أو توضيح مايجري خلال لحظات حرجة عاشوها في السماء مساء أول أمس، وأرواحهم في كف عفريت. وحسب بلاغ صحفي لإدارة مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، فإن عودة طائرة الرحلة أت 533 من الدار البيضاء إلى أبيدجان في 28 أبريل 2010، بعد بداية انطلاقها في التاسعة وأربعين دقيقة، عادت إلى مطار محمد الخامس بعد رحلة استمرت 30 دقيقة بعد ابتلاع أحد محركاتها لطائر في الجو. ووفقا للإجراءات التي تنظم هذا النوع من الحالات، عاد قائد الرحلة إلى المطار في العاشرة وخمسين دقيقة، وهبطت الطائرة على مدرج المطار دون وقوع حوادث، وأنزل الركاب 109 في ظروف أمنية عادية0 وللحد من تأخر وصول الرحلة ، تم استبدال الطائرة التي أقلعت في الثانية عشرة و25 دقيقة بعد منتصف الليل لتصل إلى أبيدجان في الخامسة وأربع دقائق صباحا.