أثارت الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الدولة، محمد اليازغي، إلى مدينة السمارة غضب واحتجاج بعض القبائل الصحراوية التي عبر بعض أبنائها عن استنكارهم لاستثناء الوزير في زيارته المرور على مراقد الشرفاء من أبناء بني السباع، إذ قام الوزير بزيارة ضريح الشيخ أحمد العروصي، حيث توجد في نفس المقبرة مراقد الرجال السبعة المعروفين برجال الساقية الحمراء الذين قادوا حرب تحرير هذه المناطق من الاستعمار البرتغالي. واستنكرت الرسالة، التي وجهها مجموعة من أبناء قبيلة السباعيين للوزير، تصرفه واعتبرته تصرفا لا يليق بشخصية كالوزير محمد اليازغي وتساءلت ما إن كان هذا التصرف نابعا من موقف شخصي أم حزبي أم أن واضعي برنامج الزيارة أغفلوا إدراج زيارة مراقد هؤلاء الشهداء السبعة رغم علمهم بوجودهم، حسب تعبير الرسالة ذاتها، التي توصلت «المساء» بنسخة منها. واستغربت الرسالة أن يتم إغفال أبناء قبيلة بني السباع ومساهمتهم في تاريخ المنطقة من طرف الوزير محمد اليازغي الذي وصفته بأنه صاحب الذاكرة الوطنية الحافلة بالأمجاد التاريخية، رغم علمه بما يمكن أن تثيره مسألة الإغفال والإنكار لدى الرأي العام وعامة أبناء قبيلة بني السباع المنتشرين في كل مناطق المغرب. وكان محمد اليازغي قد قام بتاريخ 05 أكتوبر الماضي بزيارة إلى منطقة السمارة التقى خلالها بمجموعة من أعيان القبائل كما تضمن النشاط الرسمي، الذي قام به الوزير زيارة أضرحة كل من الشيخ أحمد الركيبي والشيخ سيدي أحمد لعروصي ومدرسة آل الشيخ ماء العينين رفقة عامل إقليمالسمارة. وتكتسي المنطقة التي تمت زيارتها أهمية تاريخية من خلال الحكم الذي سبق أن أصدره القاضي المسمى «طيور الجنة»، الذي قضى فيه بأن الأراضي الواقعة في منطقة الساقية الحمراء والتي تعرف اليوم باسم « أمريكلي» تعود إلى أبناء قبيلة بني السباع في مواجهة قبيلة أولاد تيدرارين، وقد منح الامتياز لأبناء بني السباع بحكم أنهم من قام بطرد المستعمر البرتغالي سنة 1930 ، وقد تم الاعتماد على هذا الحكم القضائي لتأكيد سيادة المغرب على هذه الربوع لدى الأممالمتحدة بحكم أن القضاء أكبر مثال على السيادة السياسية. من جهته شدد الحسين بكار السباعي، النائب الأول لرابطة الشرفاء السباعيين، على أن التصرف الذي قام به الوزير محمد اليازغي هو إنكار لهذا التاريخ الذي لايزال الجميع يفتخر به، وإنكار لجهاد هذه القبيلة لتأكيد مغربية الصحراء .