اضطر باشا مدينة زاوية الشيخ أن يهرب لعدة أمتار حافي القدمين، قبل أن يلتحق به أحد مساعديه ويسلمه بلغته وينسحب وسط احتجاجات المواطنين بالمصلى في زاوية الشيخ. وكان مواطنون قد احتجوا بشدة على رئيس المجلس البلدي قبل أن يتدخل الباشا لمحاولة تهدئة الأوضاع في المصلى يوم عيد الأضحى، إلا أن مبادرة الباشا قوبلت بدورها باحتجاج أشد، وعلت الشعارات والاتهامات من طرف المواطنين مستهدفة رئيس المجلس وباقي الأعضاء، ومستهدفة أيضا باشا المدينة. ونشرت بعض المواقع الإلكترونية مقطع فيديو، مدته دقيقتان و16 ثانية، يظهر مواطنين يرفعون شعارات تخلط فيها عبارات الاحتجاج بعبارات السب والقذف، وهو المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع من طرف مجموعات على الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، خصوصا مجموعة «شباب زاوية الشيخ ضد الفساد». وأفادت مصادر من مدينة زاوية الشيخ بأن موجة الاحتجاجات انطلقت بعد إنهاء الخطيب لخطبتي العيد، بعدما اضطر مواطنون إلى الصلاة في الأوحال، ليبدأ مسلسل الاحتجاج على غياب الأفرشة ومكبرات الصوت الكافية، قبل أن يتحول الاحتجاج إلى محاصرة لرئيس المجلس البلدي وباشا المدينة اللذين اضطرا إلى الهروب حفاة من موجة الاحتجاجات. يشار إلى أن مدينة زاوية الشيخ تعيش، منذ سنوات، صراعا مريرا بين أغلبية الرئيس والمعارضة التي تحولت إلى أغلبية، وتجلى الصراع في رفض مشاريع الميزانية والحساب الإداري منذ تشكيل المجلس الجديد، وهو ما جعل المجلس يعيش شللا عرقل إنجاز كل المشاريع في المدينة، وكان من نتائج ذلك حلول قضاة المجلس الجهوي للحسابات بالبلدية وتقديم الرئيس محمد بطاش استقالته قبل أن يتراجع عنها.