عاد التوتر إلى مركب الرجاء بالوازيس بعد طول غياب، وكادت الحصة التدريبية التي أجراها فريق الرجاء البيضاوي بعد زوال أول أمس الثلاثاء أن تتحول إلى كارثة حقيقية لولا الحضور الأمني الخاص والعام الذي طوق الملعب، خاصة في ظل عاصفة من الاحتجاج على أداء اللاعبين في آخر مباراة أجراها الفريق في مدينة الرباط أمام الجيش وانتهت بهزيمة مذلة بأربعة أهداف مقابل واحد. وقبل وصول اللاعبين إلى الملعب كان مركب الوازيس محاطا بمجموعة من المحبين والمنخرطين الذين تدارسوا في حلقات نقاش أسباب الخسارة، وأجمعت تدخلاتهم على ضرورة التدخل لوقف النزيف قبل فوات الأوان، واضطر العديد من اللاعبين إلى تفادي الدخول من البوابة الرئيسية تجنبا للاصطدامات، بينما وضعت السيارات تحت حراسة مشددة. وكان المدرب خوصي روماو والحارس أمين البورقادي الأكثر عرضة للانتقاد والاحتجاج دون أن يصدر عنهما أي رد فعل، بل إن الحارس أمين ظل صامتا طيلة الحصة التدريبية بعد أن حملته الجماهير الجزء الأوفر من الهزيمة، وعلى الرغم من فورة الغضب المنتظرة فإن جميع اللاعبين أصروا على الحضور باستثناء العميد عبد اللطيف جريندو الذي فضل مقاطعة الحصة. وسجل أيضا غياب مجموعة من المسيرين، حيث شوهد ثلاثة منهم ويتعلق الأمر برشيد البوصيري رئيس لجنة المتابعة التقنية، ومصطفى أبيض أمين المال رئيس لجنة التنظيم ونائبه إحسان رئيس اللجنة الاجتماعية، بينما لازال الرئيس متواجدا في الديار الكندية أما بقية المسيرين فتابعوا ما يحصل عبر الهاتف. وحضر مجموعة من المنخرطين إلى المركب ووجهوا انتقادات لاذعة للمدرب روماو وبعض اللاعبين، الذين ووجهوا بتهمة الاستخفاف بقميص الفريق، وأيضا المكتب المسير الذي لم يعقد أي اجتماع لدراسة مسببات الهزيمة. ووسط فورة الغضب أجرى اللاعبون حصة تدريبية بعد أن قدم المدرب روماو درسا في الدفاع عن القميص، مؤكدا بأن رهان التنافس على البطولة لازال واردا، وقال إنه يتحمل جزءا من المسؤولية في ما حصل، وأن الهزيمة في بداية الدوري المغربي أفيد للفريق من هزائم الدورات الأخيرة. وكان رشيد البوصيري رئيس لجنة المتابعة التقنية قد حضر إلى الملعب ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال، وعقد اجتماعا مع المدرب روماو أحاطه بكل ما ترتب عن المباراة من احتجاجات سواء من طرف الجمهور أو المنخرطين أو الكتابات الصحفية. وتعالت أصوات الغاضبين الذين منعوا من ولوج الملعب وظلت شتائمهم تصل إلى آذان اللاعبين أثناء الحصة التدريبية التي تم خلالها تقسيم المجموعة إلى فئتين، فئة شاركت في مباراة الجيش وفئة ثانية لم تستدع للمواجهة، بل إن أحد المحبين أصر على اقتحام الملعب موجها لوما شديدا للاعبين، وفي نهاية الحصة التدريبية ارتفع مؤشر الغضب وتم رشق سيارات بعض اللاعبين بالحجارة دون أن يسفر الاعتداء عن خسائر تستحق الذكر، فيما كان الحارس البورقادي المستهدف الأول من الاحتجاج ووصل الأمر إلى حد مطاردة سيارته في شوارع الدارالبيضاء بمجرد مغادرة الملعب، ولم يسلم مدرب حراس المرمى مخلص نجيب من الانتقادات على خلفية تصريحه الذي أكد فيه بأنه هو من يختار الحارس الأساسي وليس روماو. وأعاد مشهد الغضب إلى الأذهان ما حصل الموسم الماضي في أعقاب الهزيمة أمام شباب المسيرة بالعيون، والخسارة أمام الدفاع الجديدي بالجديدة.