سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوجمعة: فوزنا في انتخابات تونس سيدعم التيارات الإسلامية المعتدلة ولدينا علاقة جيدة مع كل الأطراف بالمغرب القيادي في حركة النهضة للمساء : سنعمل على تكوين حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل التيارات غير المتورطة مع نظام بنعلي
عرفات بوجمعة، أحد مؤسسي حزب النهضة الإسلامي، الذي صنع الحدث بفوزه في الانتخابات التونسية قبل أيام، وعضو هيأته التأسيسية. مساره مشابه لمسار زعيم الحزب، راشد الغنوشي. شاب ولد في آخر يوم من شهر شتنبر 1972 بالعاصمة التونسية تونس. هو أيضا اضطر للعيش بالمنفى في العاصمة البريطانية لندن إلى جانب الغنوشي. اضطره إلى ذلك قمع نظام بنعلي لحزب النهضة، الذي كان عرفات بوجمعة من مؤسسيه وشغل عضوية هيئته التأسيسية. عشرون سنة قضاها بوجمعة لاجئا سياسيا، إذ غادر تونس سنة 1991 صوب المنفى القسري، قبل أن يعود، بعد الثورة على نظام زين العابدين بنعلي، ويخرج، رفقة إخوانه في حزب النهضة، للعلن. يعرف عرفات بوجمعة المغرب جيدا، فالإجازة في الحقوق التي يتوفر عليها حصل عليها من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قبل انتقاله إلى جامعة لندن حيث حصل على شهادة الدراسات العليا في حقوق الإنسان واللاجئين. في هذا الحوار مع «المساء»، يتحدث بوجمعة عن سر فوز حزب النهضة الكاسح في الانتخابات التونسية، ويرسم خارطة تحالفات الحزب مستقبلا، داخل تونس وخارجها. كما يأتي بوجمعة على ذكر علاقات حزب النهضة التونسي بالمغرب والفاعلين السياسيين فيه، وكواليس زيارة راشد الغنوشي للمغرب أياما قليلة بعد الثورة التونسية. - كيف تحقق فوز حزب النهضة التونسي الكاسح في انتخابات المجلس التأسيسي؟ تحقق هذا الفوز ببلاء حركة النهضة في التصدي لنظام زين العابدين بنعلي ودفاعها المستميت عن الشعب وحقوقه، مما كلفها عشرات الشهداء وآلاف المعتقلين ومئات المهجرين. وتحقق هذا الفوز أيضا بنجاح حزب حركة النهضة بطرح برنامج انتخابي يعبر عن طموحات الشعب وآماله في إنجاز تنمية حقيقية ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة والمساواة. - كيف كانت تعبئة الحزب خلال فترة الانتخابات؟ وما الصعوبات التي واجهتكم خلال الحملة الانتخابية؟ في الوقت الذي كانت الكثير من الأحزاب السياسية في تونس تدير حملتها الانتخابية عن طريق تشويه حزب النهضة والتخويف من الإسلاميين بما أصبح يعرف ب«الإسلاموفوبيا»، لم يكترث الحزب بهذه العوائق وانشغل بإعداد برنامجه الانتخابي، الذي ساهم في إعداده 182 خبيرا في ميادين مختلفة، وكان من أولوياته بناء نظام ديمقراطي يقطع مع الاستبداد وتطبيق خطة اقتصادية واجتماعية توفر الشغل والتنمية الجهوية والعدالة الاجتماعية وبناء مجتمع معاصر متجذر في هويته وفي ثقافة عصره. وبعد الانتهاء من إعداد البرنامج، انكب أبناء الحزب للتعريف بهذا البرنامج المتكامل عن طريق التواصل المباشر مع أبناء الشعب التونسي في الأماكن العامة وزيارتهم في بيوتهم، بما في ذلك المناطق الريفية النائية، حيث تمكنت الحركة من الوصول إلى كل الفئات في كل مناطق الجمهورية، ولاقت الترحيب والدعم في هذه الزيارات. كما قام الحزب بتنظيم لقاءات جماهيرية في كل المدن تجاوزت عشرات الآلاف في مجملها. لذلك، حقيقة، كنا نتوقع هذه النتيجة لما لقينا من ترحيب ودعم منقطع النظير. - بِمَ تفسر توفر النهضة على قاعدة شعبية في الوقت الذي لم يسمح له بالنشاط السياسي القانوني إلا في هذه السنة، بعد سقوط نظام زين العابدين بنعلي؟ لم تتأت القاعدة الشعبية الواسعة لحزب النهضة من فراغ، بل هي وليدة تاريخ نضالي طويل حافظ الحزب خلاله على خطابه السياسي الرصين ونهجه المعتدل ومعارضته الاستبداد وعدم المساومة على حقه وحق الشعب التونسي في الحرية والانعتاق من استبداد السلطة. وفي سبيل ذلك قدم أبناؤه ثمنا باهظا تمثل، في بعض الأحيان، في التضحية بحياتهم وحريتهم وحرمانهم من وطنهم. وهذا ما جعل الشعب التونسي يكرم هذا الحزب المناضل ويمنحه ثقته ويأتمنه على مستقبله وصياغة دستور بلاده. - كيف تفسر الصعود البارز للتيار الإسلامي في تونس؟ جرب الشعب التونسي على مدار عقود العديد من التجارب السياسية ذات المرجعيات الفكرية المختلفة، علمانية وقومية واشتراكية، لكنها لم تفلح كلها في تحقيق ما يصبو إليه الشعب التونسي، وفشلت في تحقيق الحياة الكريمة للمواطن التونسي. ويأمل الآن الشعب التونسي أن يكون البديل الإسلامي قارب نجاة ووسيلة لتحقيق أمانيه. كما سئم الشعب التونسي من سياسة الإقصاء، التي مورست على حركة النهضة ونهج خطة «تجفيف ينابيع التدين»، التي انتهجها نظام بنعلي، بدعم من نخبة استئصالية من اليسار، للقضاء على الهوية الإسلامية للشعب التونسي. وفي الوقت، الذي نجحت حركة النهضة في الحفاظ على خطها السياسي المعتدل، رغم القمع الذي مورس عليها، فشل بنعلي في تحقيق غاياته، بل أدت سياساته إلى نتائج عكسية، هي اتساع المد الإسلامي وموجة التدين في البلاد. وعليه، وجدت حركة النهضة نفسها، بعد الثورة، في مقدمة المشهد السياسي التونسي، وأعطى الشعب التونسي ثقته فيها بحثا عن حلول للأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد. - وكيف تبرر سطوع نجم الأحزاب الإسلامية في العالم العربي بعد الثورات، وإقبال إسلاميين، من الإخوان والسلفيين وحتى الصوفية، على المشاركة السياسية؟ الأحزاب الإسلامية لم تصنعها الثورات، بل كانت مشاركا أساسيا في صناعة الثورات وتهيئة الظروف لقيامها. الأنظمة الدكتاتورية حاولت جاهدة منع الإسلاميين من المشاركة، بكل الطرق، في الحياة السياسية، لأنها تهدد وجودها واستمرارها في التفرد بالسلطة وبخيرات البلاد. هذه الثورات العربية أعادت الأمور إلى نصابها ونصرت المضطهدين من أبنائها، وعاقبت المفسدين المستبدين. وبما أن الشعب قال كلمته وحقق إرادته وعبر عن مستوى عال من الوعي والإرادة في التغيير، يجب على كل القوى السياسية بمختلف توجهاتها أن تشارك في الحياة السياسية ضمن الأطر القانونية وفي إطار المسؤولية. - هناك من يتخوف بشأن سيطرة النهضة، ذي التوجه الإسلامي، على المشهد السياسي في تونس، ما ردك؟ أكد حزب النهضة، في العديد من المناسبات، أنه يدرك جيدا صعوبة المرحلة، وصعوبة التحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، لذلك نحن حريصون على مبدأ التوافق والتشارك في الحكم، ولا نسعى إلى الهيمنة، لأننا كنا نرفض دائما سيطرة الحزب الواحد على المشهد السياسي. نحن سنسعى جاهدين مع بقية الأطراف السياسية إلى تكوين حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الطاقات التونسية المخلصة في بناء دولة القانون والديمقراطية وتطبيق برنامجنا الذي يهدف إلى تحقيق الحرية والعدالة والتنمية. - كيف سيسعى النهضة إلى طمأنة الغرب بشأن حكم الإسلاميين لتونس، خصوصا أن العديد من الزعماء الغربيين أبدوا تخوفهم من صعود الإسلاميين في بلدان شهدت ثورات مثل مصر وليبيا وتونس؟ أكد حزب النهضة في برنامجه السياسي أنه يهدف في علاقاته الخارجية إلى تحقيق مبدأ التعاون والشراكة والاحترام المتبادل. فنحن نريد تعميق علاقات التعاون والشراكة المتوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. كما أننا ملتزمون بالاتفاقيات الدولية المصادق عليها. كما نسعى إلى تطوير العلاقات التونسية الأوروبية، خاصة مع دول الجوار المتوسطي بهدف اكتساب وضع الشريك المميز مع الاتحاد الأوروبي والعمل على تطوير العلاقات مع كل دول الفضاء الأوروبي. وحزب النهضة أرسل العديد من رسائل التطمين، حيث أكدنا بأننا حريصون أكثر من غيرنا على احترام الحريات العامة وحقوق الإنسان، بل سنسعى إلى الحفاظ على مكاسب المرأة التونسية ودعم حقوقها واحترام الحرية الشخصية التي حرمنا منها في عهد الرئيس المخلوع. - وهل سيحافظ الحزب على علمانية الدولة التونسية ويشتغل على منهاج حزب العدالة والتنمية التركي؟ تونس دولة حرة مستقلة، الإسلام دينها والعربية لغتها، وهذا منصوص عليه في دستور البلاد. وحزب النهضة أكد في برنامجه ضرورة إرساء منظومة قيمية متكاملة تقوم على تفعيل جملة من القيم النابعة من المخزون الثقافي والحضاري للمجتمع التونسي وهويته العربية الإسلامية. ويعمل حزب النهضة على المساهمة في إرساء دعائم حداثة حية ومبدعة تجمع بين التجذر والانفتاح على مقتضيات العصر. كما أكد الحزب في برنامجه أنه يتبنى نموذج الدولة المدنية الذي يرسخ الحريات العامة والخاصة ويحترم قواعد الديمقراطية والمساواة. - وكيف ستنسقون مع الأحزاب التونسية الأخرى؟ وما هي الأحزاب الأقرب إليكم، التي تفضلون الاشتغال معها وتشكيل حكومة برفقتها؟ حزب النهضة حريص كل الحرص على تشكيل حكومة وحدة وطنية ومساهمة كل أبناء تونس المخلصين في بناء تونس الغد على أساس الحرية والعدالة والتنمية وضمان الحقوق للجميع. ولذلك تقوم قيادات الحركة بالتشاور مع كل التيارات، التي لم تتورط مع نظام بنعلي المخلوع للتنسيق وتوحيد الجهود وتكوين حكومة وحدة وطنية تجتمع على برنامج واحد وهدف واحد، هو تحقيق مطالب الشعب الذي نادى بها في ثورته العظيمة ودفع من أجل تحقيقها دماء عطرة زكية. - لماذا ظل بنعلي يحظر حزب النهضة؟ هل فعلا كان يشكل خطرا على الدولة التونسية بتوجهاته التي كان يروج بأنها أصولية؟ الرئيس المخلوع بنعلي منع حركة النهضة من العمل السياسي، واستعمل كل وسائل القمع ضدها من اعتقالات وتعذيب ومراقبة إدارية وتهجير لسبب واحد، هو حرصه على البقاء في السلطة والتفرد بالقرار. ولإدراكه شعبية حركة النهضة، التي ظهرت بشكل جلي في الانتخابات البرلمانية عام 1989، رغم تزويرها، والتي أهلتها لتكون منافسا سياسيا هاما، وكذا لخوفه من تعاظم قوة الحركة واتساع قاعدتها الشعبية، شن نظام بنعلي حملة دعائية لتشويه الحركة وشل حركتها والقضاء عليها. والحقيقة أن حركة النهضة لم تشكل خطرا على الدولة التونسية، بل بنعلي اعتبرها خطرا على تفرده بالسلطة وتحكمه في كل مفاصل الدولة التونسية. ولا أدل على ذلك أن بنعلي بعد كسره شوكة الإسلاميين انتقل إلى حلفائه اليساريين، الذين ساعدوه في مواجهة حركة النهضة، فمارس عليهم القمع والاضطهاد، فأصبحوا هم الآخرين أعداءه بعد أن كانوا حلفاءه في ضرب حركة النهضة. - ما دوركم، بالتحديد، في الثورة التونسية؟ ولماذا انتظرتم وظللتم صامتين حتى أشعل البوعزيزي شرارة الثورة لتخرجوا إلى الساحة؟ الثورة التونسية كانت، في بدايتها، انتفاضة جهوية بدأت شرارتها عندما أحرق محمد البوعزيزي نفسه احتجاجا على مصادرة مصدر رزقه، ثم انتقلت هذه الثورة إلى بقية تراب الجمهورية إلى أن تحولت إلى ثورة شعبية أطاحت بالنظام الاستبدادي. وقد ساهم أبناء الحزب في هذه الثورة، باعتبارها ثورة الشعب التونسي، ونحن جزء لا يتجزأ منه، بل كانت قيادات الحركة وأبناؤها، الذين عانوا السجون والملاحقات الأمنية والمراقبة الإدارية، متلاحمين مع أبناء شعبهم في الانتفاضات الشعبية التي نادت بالإطاحة بنظام بنعلي. أما أبناء حزب النهضة، الذين فرضت عليهم الهجرة القسرية وكانوا لاجئين في شتى أنحاء العالم منذ عشرين سنة، فكانوا يعتصمون أمام السفارات التونسية داعمين انتفاضة شعبنا العظيم. - ما طبيعة العلاقة التي تجمع النهضة بالإخوان المسلمين، علما أن زعيم الحزب ومؤسسه، راشد الغنوشي، هو عضو مكتب الإرشاد العالمي بجماعة الإخوان المسلمين؟ علاقتنا بحركة الإخوان المسلمين علاقة تنسيق وتشاور، وليس فيها شيء من التبعية أو الاندماج. نحن حزب إسلامي تونسي مستقل سياسيا وتنظيميا عن أي تنظيم خارج تونس، تربطنا بحركة الإخوان علاقات تشاور وتعاون وتبادل للآراء والأفكار مثل ما تربطنا العلاقات مع الأحزاب الإسلامية الأخرى والأحزاب الوطنية والقومية في المنطقة العربية، والشيخ راشد كذلك عضو مؤسس في المؤتمر القومي الإسلامي وفي اتحاد علماء المسلمين. - هل هذه العلاقة تعني تنسيقكم مع الإخوان المسلمين في مصر مستقبلا؟ نحن نطمح إلى إقامة تكامل اقتصادي وتعاون وثيق مع كل الدول العربية، وخاصة مصر وليبيا، إذ نشترك مع هذه الدول في إزاحة أنظمة دكتاتورية فاسدة كنا فيها سباقين في هذا الربيع العربي. ونتطلع مع هذه الدول إلى إقامة ديمقراطية حقيقية قائمة على الخيار الشعبي الحر والتعاون من أجل تدعيم هذا التوجه وإرساء تجربة حكم رشيدة. - يلاحظ تأثركم بحزب العدالة والتنمية التركي، فضلا عن دعمه لكم، هل لذلك علاقة بتأثر فكركم بالمذهب النورسي الذي يتبناه زعماء الحزب التركي؟ في الحقيقة، حزب العدالة والتنمية التركي هو الذي تأثر بأفكار حزب النهضة، ولا أدل على ذلك ترجمة أغلب كتب الشيخ راشد الغنوشي، زعيم الحزب، إلى اللغة التركية. هذه الكتب عرفت انتشارا واسعا في تركيا، التي أصبحت من أبرز مراجع حزب العدالة والتنمية، ولا علاقة للمذهب النورسي بهذه العلاقة المتميزة. ويعود هذا التقارب إلى وجود الكثير من النقاط المشتركة بيننا في العديد من القضايا، من أهمها حرية المرأة ودعم قيم الحداثة وإقامة علاقات جيدة مع الغرب في إطار الاحترام المتبادل.
التجربة التونسية ستلقي بظلالها على المغرب - هل تربطكم علاقات مع التيارات الإسلامية في المغرب، وخصوصا حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان؟ حزب النهضة له علاقات جيدة مع كل التيارات السياسية ذات التوجهات المختلفة. كما تربطه علاقات جيدة مع الشخصيات السياسية والفكرية المغربية، حيث حرصت الحركة وقيادتها دائما على أن تنهج سياسة الانفتاح على كل الأطراف، في إطار الاحترام المتبادل والاستفادة من تجارب الآخرين. - عقب الثورة التونسية حل راشد الغنوشي ضيفا على شبيبة العدالة والتنمية المغربي بمدينة القنيطرة. ما هي كواليس وتفاصيل هذه الزيارة؟ وهل كان الهدف منها إعطاء دعم لحزب العدالة والتنمية المغربي؟ جاءت زيارة الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة للمغرب، في إطار دعوة للمشاركة في الملتقى الوطني السابع لشبيبة العدالة والتنمية المغربي، حيث ألقى على هامش الملتقى مجموعة من المحاضرات والندوات. ولم يكن الهدف من الزيارة دعم طرف بعينه، بل كانت فرصة للقاءات مكثفة مع مسؤولين مغاربة وزعماء أحزاب سياسية، وكذلك شخصيات وطنية، من بينهم عباس الفاسي، الوزير الأول المغربي، وعبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين. - هل سيكون لنتائج الانتخابات في تونس تأثير على الوضع السياسي في المغرب؟ أتصور أن نجاح الثورة التونسية والتجربة الانتخابية وفوز حزب النهضة سيلقي بظلاله، ليس فقط على الوضع السياسي في المغرب، بل على كل الوطن العربي، حيث إن هذه النتائج ستدعم التوجهات الإسلامية المعتدلة في المنطقة العربية وتنهي عملية تخويف الشعوب العربية من «فزاعة الإسلاميين» التي مارستها جهات إقصائية أرادت أن تنفرد بالقرار. أعتقد أن نجاح التجربة التونسية سُيسرّع المسار الديمقراطي الذي انتهجه المغرب، وسيلقي بظلاله على الانتخابات البرلمانية القادمة من حيث المشاركة ونزاهة الانتخابات، وكذلك على مستوى النتائج. الشعب التونسي أرسل رسائل هامة إلى النخب السياسية في تونس وخارجها، مفادها أن الشعب قرر أن يكون صاحب القرار، ولن يتأثر مجددا بأسلوب التخويف والخطاب الاستئصالي. كما أن الشعب عبر عن رغبة شديدة في التغيير نحو إرساء ديمقراطية حقة، وبناء تنمية تقوم على العدل، مع الحفاظ على هويته العربية الإسلامية. وأعتقد أن بقية الشعوب العربية، بما فيها الشعب المغربي الشقيق، يهدف إلى تحقيق نفس الغايات.