اقتحمت مجموعة الشرق للمكفوفين المعطلين في وجدة، في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح أول أمس الاثنين، بلدية وجدة واعتصمت بسطحها طيلة اليوم، في خطوة مفاجئة من معركة نضالية تصعيدية من أجل الحق في الشغل عبر التوظيف المباشر والعيش الكريم؛ وهددت بالقيام بعمليات خطيرة غير محسوبة العواقب، قد تنتج عنها وفيات، في حالة عدم الاستجابة لمطالبها واستمرار سياسة الأذن الصماء التي تنهجها السلطات ولامبالاة المسؤولين في التعاطي مع هذا الملف. «قضيتنا عادلة ومشروعة كما أكدها الدستور الجديد، وهي الحصول على وظيفة وإدماجنا في أسلاك الوظيفة العمومية، ومرسوم الوزير الأول يقضي بذلك»، يقول أحد أعضاء المجموعة وعضو لجنة الحوار، قبل أن يضيف أن اقتحام المجموعة سطح البلدية والاعتصام به جاء نتيجة عقم الحوار الذي تم إجراؤه مع باشا المدينة ونائب رئيس مجلس الجماعة الحضرية ونائب والي ولاية وجدة، موضحا أن «هناك حوارات غير مجدية وحلولا ترقيعية مهدئة للوضع». وأكد المتحدث استمرار اعتصامهم فوق سطح البلدية مع دخولهم في إضراب عن الطعام، محملا المسؤولية للمجلس البلدي في حالة لحاق أذى بأي عضو من أعضاء المجموعة، وقال: «نحن واعون بمسؤوليتنا وواعون بما نقوم به من أجل مطالبنا القانونية والمشروعة، هذا نضال واع وحقيقي ومشروع وليس تخريبي أو شغب». وأشار العضو نفسه إلى أن المجلس البلدي يتوفر على مناصب لمجموعة من الفئات، وعلى رأسها مجموعة المكفوفين، وعليه أن يستجيب لمطالبنا في أقرب الآجال وإلا ستكون نضالات قوية وقوية جدا ستؤدي إلا الوفاة، وهو ما لا نريده، وهو آخر حلّ سنلتجئ إليه». ولم يكف هؤلاء المكفوفون، البالغ عددهم 12 شابا، ضمنهم فتاتان، عن الصفير والصياح من أعلى سطح البلدية، لإثارة انتباه المارة، وعن ترديد شعارات تنديدية واستنكارية من قبيل «هذا المغرب الجديد، هذا مغرب الفقر والتشريد» و»هذا مغرب التقشف، شي ياكل وشي يشوف» و»الميثاق الوطني لحقوق الإنسان، لا ثقة في الحكومة ولا ثقة في البرلمان». وسبق لذات المجموعة أن خاضت سلسلة من المحطات النضالية للمطالبة بحقوقها المشروعة في الشغل، تمثلت في وقفات واعتصامات ومسيرات احتجاجية في مدينة وجدة بدل تنقلها إلى العاصمة الرباط العاصمة لعجزها من الناحية المادية وعناء السفر نتيجة طول المسافة التي تفصل وجدة عن الرباط. وتتكون المجموعة من 25 فردا من حاملي الشهادات، حيث نظمت العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مقر الجماعة الحضرية ومقر ولاية الجهة الشرقية، قوبلت بسياسة الآذان الصماء والتسويف والمماطلة.