حقق المغرب الفاسي، أول أمس الأحد، إنجازا تاريخيا بحجزه بطاقة العبور إلى دور نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد انتصاره بهدف دون رد على منافسه أنتر كلوب الأنغولي، في مباراة عاش فيها المغاربة دقائق عصيبة سادها التوتر، قبل أن يحول اللاعب شمس الدين الشطبي اليأس الذي تسرب إلى نفوس كل عشاق كرة القدم الوطنية، إلى فرحة عمت أنحاء المملكة، بعد إحرازه هدف الخلاص في الوقت بدل الضائع من اللقاء، والذي جاء من تسديدة قوية ومركزة نفذها من خارج منطقة الجزاء، لم تترك للحارس الأنغولي، الذي كان متألقا، أي فرصة لصدها، وعودة فريقه بالتعادل في هذه المباراة التي قادها وباقتدار الحكم السوداني عبد الرحمن خالد بمساعدة أحمد علي وليد وحميد محمد عضام. وعاش الملعب الجديد بفاس بعد نهاية هذه المواجهة أجواء احتفالية، عمتها فرحة عارمة، عبر عنها عشاق «الماص» بشكل هستيري، وأدت إلى فشل لاعبي ممثل العاصمة العلمية في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، وأعضاء طاقمه التقني في امتلاك أعصابهم، حيث ذرفوا الدموع، كما تحولت الفرحة بهذا الإنجاز التاريخي إلى شوراع المدينة، والتي عاشت بدورها حركة غير عادية، ظلت معها الفرجة متواصلة إلى ساعات متأخرة من الليل. لكن أسوأ نقطة شهدتها نهاية هذه المباراة، والتي كادت تفسد أجواء الفرحة، تتمثل في نزول بعد الجماهير إلى أرضية الملعب للاحتفال بالتأهل، في تصرف قد يهدد «الماص» بالتعرض لبعض العقوبات من طرف الكونفدرالية الإفريقية، إذ أعد الغامبي جميح بيونغ، مراقب المباراة، تقريرا بخصوص هذه الأحداث. وتلقت عناصر «الماص» بمستودع الملابس التهاني من العديد من الفعاليات على الجهد الذي بذلوه في هذه المباراة التاريخية، إذ هنأ منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، زملاء أناس الزنيتي على لعبهم البطولي، داعيا الجميع إلى الالتحام لأجل المساهمة في تتويج المغرب الفاسي بدرع كأس «الكاف»، حيث سينازل «الماص» منافسه النادي الإفريقي في مباراة الذهاب يوم 19 أو 20 نونبر الجاري بملعب المنزه بتونس، على أن يستضيفه يوم 3 أو 4 دجنبر المقبل بالملعب المركب الجديد بفاس. ويستحق الجمهور العريض الذي حل بالمركب الإشادة والتقدير، عن مساهمته وبشكل كبير في بلوغ فريقه إلى الدور النهائي، حيث قاوم عشاق «الماص» ضغط اليأس الذي ظل يخيم على نفوسهم مع مرور الدقائق، وظلوا يشجعون دون صمت، في محاولة لرفع معنويات لاعبي الفريق، وحثهم على بذل أقصى جهد لإحراز هدف بوسعه تحرير الجميع من مرارة الإقصاء، حيث أدى حماس محبي «الماص» إلى تشكيل ضغط رهيب على لاعبي الأنتر، ساهم في تواضع نسبة تركيزهم، والتراجع إلى الوراء، الأمر الذي استغله زملاء الزنيتي في تكثيف محاولاتهم الهجومية، والضغط على دفاع الفريق الأنغولي، إلى أن جاء هدف الخلاص على يد اللاعب الشطيبي. وفي سياق هذا الإنجاز التاريخي، عبر رشيد الطاوسي عن سعادته ببلوغ «الماص» نهائي كأس الاتحاد الإفريقي، مهنأ لاعبيه على ما قدموه من تضحيات للمساهمة في هذا التأهل، والذي أشار بخصوصه الطاوسي إلى أن المواجهة لعبت على جزئيات صغيرة، بالنظر لقوة المنافس، موضحا أن الحلول للوصول إلى مرمى الأنتر كانت صعبة للغاية، وحاولنا، يضيف، سلك كل السبل لهزم حارسه المتألق، بما في ذلك التسديد من بعيد.