«قدمنا أغلى سنوات عمرنا خدمة للوطن في ظروف مزرية، وخرجنا بتقاعد هزيل، ولم تبق سوى هذه المساكن التي ترون، يريدون إخراجنا منها وتشريدنا بعد كل هذه السنوات» بهذه العبارات استقبلنا مخزني متقاعد وهو يحبس دموعه. قضى أحمد وعائلته 34 سنة في مسكن متواضع قبل أن يؤسس هو ورفاقه جمعية الخير للتنمية، أحمد واحد من رجال القوات المساعدة المتقاعدين، الذين قضى أغلبهم أزيد من 30 سنة في مساكن قرب ثانوية الحسن الثاني وسط مدينة بني ملال. حوالي 28 عائلة يبلغ عدد سكانها حوالي 600 فرد راسلوا كل الإدارات المعنية بقضيتهم مطالبين بتفويت الأراضي التي توجد فوقها مساكنهم «نحن أسر متقاعدي القوات المساعدة كما تعرفون نعيش بدخل محدود لكننا لا نطالب بالاستثناء، نطالب فقط باستفادتنا كغيرنا من المرسوم الذي صدر بتاريخ 30 يونيو 1999 في الجريدة الرسمية عدد 4704 القاضي بتفويت المساكن المذكورة لفائدتنا». بيوت أغلب أسقفها من لوحات حديدية وبلاستيكية، وأزقة ملتوية، ومسجد بغرفة واحدة مساحتها أقل من 30 مترا مربعا، فيما الغرفة الثانية التي كان يأمل السكان استغلالها للصلاة لفائدة النساء في شهر رمضان قامت السلطات بإغلاقها، «لقد حاولوا إغلاق المسجد قبل أيام لأن إغلاق المسجد بداية لتشريدنا أيضا». يستغرب المعنيون كيف لم يستفيدوا من المرسوم الذي صدر، راسلوا كلا من وزير الداخلية والإدارة العامة للقوات المساعدة وجميع المؤسسات الحقوقية، لكنهم لم ينالوا مطلبهم. كما استغربوا استفادة كل الأحياء المجاورة لهم من «رفع اليد» عن أجزاء كبيرة من الملك المخزني 134/ح س المسمى «المنظر الجميل»، والذي كانت مساحته تصل إلى أكثر من 80 ألف متر مربع، في حين تواجههم مساطر معقدة لاستفادتهم من بضع مئات أمتار يضمنون بها الاستقرار.