سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العدالة والتنمية يتعهد ب7 في المائة كمعدل للنمو وخفض البطالة بنقطتين ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 3 آلاف درهم بنكيران يبعث رسائل طمأنة إلى الداخل والخارج ويقول إن الحكومة ليست هي الجنة
تعهد حزب العدالة والتنمية، الطامح إلى تصدر نتائج النزال الانتخابي ل25 نونبر القادم، المغاربة بخفض معدل البطالة بنقطتين، وتقليص معدل الفقر إلى النصف، ورفع معدل الدخل الفردي ب40 في المائة في الخمس سنوات القادمة، وكذا رفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف درهم والحد الأدنى للمعاشات إلى 1500 درهم. ووضع إخوان بنكيران، حسب البرنامج الانتخابي الذي كٌشف عنه خلال ندوة صحافية نظمت مساء أول أمس بأحد فنادق الرباط، نسبة 7 في المائة كمعدل للنمو المستهدف، و20 في المائة كنسبة لتقليص الأمية في أفق 2015 و10 في المائة في أفق 2020. وبلغة الأرقام دائما، التزم الحزب بتحسين مؤشر التنمية إلى ما دون المرتبة 90، ورفع معدل الدخل الفردي ب40 في المائة في الخمس سنوات القادمة، وكذا التحكم في عجز الميزانية في حدود 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام، والتخفيف من العبء الضريبي على الدخل عن الفئات الدنيا والمتوسطة، ورفع مساهمة ذوي الدخل العالي. ويستهدف البرنامج، الذي حمل عنوان «من أجل مغرب جديد.. مغرب للحرية والكرامة والتنمية والعدالة»، تحقيق خمسة أهداف كبرى، هي مواصلة بناء دولة المؤسسات والديمقراطية، ومكافحة الفساد، وبناء اقتصاد وطني قوي وتنافسي ومنتج وضامن للعدالة الاجتماعية، وبناء مجتمع متماسك ومتضامن ومزدهر، قوامه أسرة قوية وشباب رائد، وأساسه مدرسة متميزة ومقومات الكرامة. كما يروم البرنامج إحياء وتجديد نظام القيم المغربية الأصيلة على أساس من المرجعية الإسلامية والهوية المغربية، وصيانة السيادة وتعزيز الإشعاع المغربي والريادة الخارجية. إلى ذلك، كان لافتا خلال الندوة الصحافية لتقديم البرنامج الانتخابي حرص قيادة «البجيدي» على بعث رسائل طمأنة إلى المتوجسين خيفة من قيادة الحزب الإسلامي لحكومة ما بعد 25 نونبر داخليا وخارجيا: «نحن قادمون من أجل البناء على ما تراكم» و»ليس في مخططاتنا تغيير المعادلات الموجودة، وفي مقدمتها العلاقات مع أوروبا وأمريكا»، يؤكد بنكيران. زعيم الحزب الإسلامي وجد في تقديم البرنامج الانتخابي الفرصة الموائمة لتوجيه رسائل أخرى إلى الفاعلين الرئيسيين في الساحة السياسية بالقول:«نحن بصدد مرحلة تاريخية جديدة يؤكد الحزب أنه سيتحمل مسؤوليته كاملة فيها، وأنه في حال ما كانت الانتخابات سليمة ومنحته صناديق الاقتراع المرتبة الأولى كما هو متوقع، فإن الحزب سيتحمل مسؤوليته في إخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها حتى نتفرغ للمستقبل». وتابع قائلا: «الحزب سيقوم بواجبه وسيحاول تأسيس الحكومة، وإلا ما بغاوش هؤلاء الفرقاء السياسيين الحزب غادي يبقى مرتاح.. الحكومة ليست هي الجنة، بل هي مسؤولية إضافية.. بغاو لمغاربة يعطيو الثقة للحزب مبارك مسعود، جلالة الملك بغا يدير الثقة في الحزب مبارك مسعود، الأحزاب السياسية بغات تدير الثقة مبارك مسعود.. ما بغاوش الأطراف كلها مبارك مسعود، والحزب مازربانش، وهو دائما في خدمة الوطن». ومن جهة أخرى، عاد بنكيران إلى الرد على محاولات عزل العدالة والتنمية بالقول: «الحزب مرتاح مع راسو وغير معزول وغادي والحمد لله مطمئن»، دون أن يخفي ما سماه مذاق المرارة بخصوص التحضير للانتخابات التشريعية القادمة. وقال: «المغرب عاش الربيع العربي بطريقته، فقد اخترنا طريقنا مع ملكنا من خلال خطاب 9 مارس والدستور الجديد، رغم ما شابه من مشوشات، والآن نحن نستعد لامتحان الانتخابات، لكننا لا نخفي أن مذاق المرارة يرافقنا لأنه كان من المفروض في مرحلة الاستعداد للانتخابات أن تمنحنا الطمأنينة اللازمة، لكن على كل حال، مازال الأمل يحذونا ونرجو أن يكون شعور المغاربة في 25 نونبر هو نفس الشعور الذي يختلج الشعب التونسي اليوم». وأشار بنكيران إلى أن أزمة المغرب هي أزمة سياسية، وأنه آن الأوان للقطع مع مرحلة يحلم البعض، بل يرغب في إطالتها وتمطيطها، هي مرحلة التحكم التي كان فيها المواطن في خدمة المتحكمين والمهيمنين على الدولة، مضيفا أن غريمه السياسي حزب الأصالة والمعاصرة انتهى، وأنه «مهما حاولوا ترميمه لن يصلوا في ذلك إلى شيء». ومن جهة أخرى، شن الحزب هجوما حادا على حكومة الاستقلالي عباس الفاسي، معتبرا أنها أخفقت رغم ما توفر لها من إمكانات استثنائية في تحقيق التنمية الموعودة، وفرطت في التوازنات الاقتصادية التي كلفت الشعب المغربي تضحيات كبيرة. وحسب بنكيران، فإن إخفاق الحكومة هو نتيجة طبيعية للاختلالات الحادة في مقاربة تدبير الشأن العام والقائمة على التحكم والريع والفساد، معتبرا أن السياسات المتبعة أدت إلى وضع المغرب على طريق القطيعة بين فقرائه وأغنيائه مع الإضعاف المتزايد للطبقة المتوسطة، وما يؤدي إليه ذلك من انتشار للفساد والنهب والريع وتصادم اختيارات المجتمع مع هويته.