المعروف أن الغالبية العظمى من الأشخاص لا يحبون مدراءهم في العمل، بسبب الضغوط النفسية الكثيرة التي يضعها مديرو العمل علي عاتق العاملين لديهم، ليس هذا فحسب بل هناك الكثير والكثير من الأسباب الأخرى التي منها: اختلاف مديري العمل وتنوع ثقافاتهم وتوجهاتهم وكذلك طباعهم أو انتماءاتهم الحزبية والسياسية. لكن ماذا لو كانت مديرك في العمل زوجتك؟ كيف ستواجه الأمر؟ وكيف ستكون المعاملة في المنزل أو مكان العمل؟ المؤيدون: بالطبع سيكون للأمر تأثير كبير في نفس كلا الزوجين، نظرا لما سوف يتبعه من مشاكل وصعاب كثيرة، فهناك من يؤيد هذا الأمر وهناك من يختلف معه، أما من يؤيده فلا يرى أي مانع في أن تكون زوجتك هي التي ترأسك في العمل، مستشهدين في ذلك بأنها لا تختلف عن المتزوجين من سيدات يعملن معهم في نفس العمل أو المهنة بل ويرون أن للأمر مزايا كثيرة منها: - أنك سوف تقضي معها أطول وقت ممكن في العمل والمنزل وستكونان متفهمين لبعضكما بطريقة أكثر. - أنك سوف تستشعر منها حبها لك ولعملها الذي يجمعكما سويا، فلا فوارق بينكما. - أن المرأة في هذه الحالة ستكون أكثر كفاءة حيث إنها سوف تثبت لزوجها قدر المستطاع قدرتها على النجاح وتحقيق أحلامها والمستوى العالي والاجتماعي الذي ترغب فيه هي وزوجها. - أن تدفعه إلى بذل مزيد من الجد والاجتهاد حتى يكون ناجحا في عمله بدرجة تتعداها وأن يطمح لأن يكون مثلها إن لم يكن أفضل كثيرا. - أن المرأة في هذه الحالة بالذات تكون أكثر احتراما ووقارا وتحاول أن تثبت ذلك بكل السبل حتى تثبت للجميع من حولها أن النجاح في العمل لا يرتبط بأي عوامل أخرى. - كما أنها ستكون أكثر احتراما لزوجها عما هو متوقع حتى تزيل الإحراج عنه بكل السبل. - ومع مرور الوقت سوف تشعر الزوجة بقوة روابط العلاقة مع زوجها وأنها الشريك الأفضل والأول له في جميع الحالات. - وفي النهاية فإن الرجل والمرأة يجب أن يستمتعا بقضاء وقت أطول معا في العمل. المعارضون: أما المعارضون لهذه الفكرة فيبررون اعتراضهم بالعديد من وجهات النظر منها: - الإحراج الشديد الذي يقع فيه الزوج أمام زملائه في العمل وحتى عائلته وأبنائه إن كان لديه أبناء. - فضلا عن النظر إلى الأمور الأخرى ومنها الراتب الذي يتقاضيانه، حيث من المنطقي أن يتقاضى المدير راتبا أكبر من العاملين الآخرين الذين يكون الزوج واحدا منهم، الأمر الذي سوف يشعر الزوج بنوع آخر من الإحراج الشديد. - كما يرى المعارضون لهذه الوجهة أن المعاملة سوف تختلف كثيرا بين الاثنين في المنزل وفي العمل، حيث إن طبيعة المديرين أن تكون معاملتهم قاسية مع موظفيهم الذين يكون الزوج واحدا منهم وهناك مشكلة أخرى وهي نظرة العاملين معه أو أصدقائه في العمل عندما يكون الزوج مرؤوسا لزوجته. - وعلى الرغم من أن للاتجاهين مؤيدين ومعارضين كثيرين، فإن الأمر يرجع في النهاية إلى الزوج وحده لتحديد وجهة نظره في الاستمرار في العمل إذا ترأسته زوجته أم لا.