السؤال المباشر والصعب الذي لا نعرف، عادة، إجابته هو مدى حاجتنا إلى أن نُجريَّ عملية تصغير المعدة أو «تحزيم» المعدة، أيا كانت طريقة إجرائها. وعموما، هناك ثلاثة أمور عند الحديث عن هذا الموضوع: -الامر الأول: أن الأفضل، دائماً، إنقاص الوزن بطريقة طبيعية ومن دون تدخل جراحي، بكل تبعاته، قريبة وبعيدة المدى، وهذه الوسيلة تتطلب الصبر والمثابرة. -الأمر الثاني: أن عملية تصغير المعدة ليست، في حد ذاتها، حلا سحريا يؤدي، مباشرة بعد الخروج من غرفة العمليات، إلى نقص الوزن إلى الحدود الطبيعية، بل هو بداية مشوار من المعاناة والصبر والتحمل، وصولا إلى إنقاص الوزن، والأهم وصولا بالجسم إلى التوازن والصحة في مقدار وزنه وفي محتوياته من المعادن والفيتامينات وغيرها من العناصر اللازمة لصحة الجسم. -الأمر الثالث: هو أن الهيآت الطبية العالمية تتفق على أن الخضوع لعمليات المعدة بغية إنقاص الوزن ليست لكل الناس الذين لديهم وزن زائد، وإنما هناك ضوابط وشروط تُذكر بكل صراحة ووضوح كي يتبعها الأطباء ويتبعها كذلك الراغبون في العملية. وأهم هذه الشروط ألا يحالف النجاح المحاولات الجادة لإنقاص الوزن. وتشمل المحاولات الجادة ممارسة الرياضة البدنية اليومية، بالهيأة التي يُنصَح بها طبيا. وتشمل، أيضا، التعاون المباشر مع اختصاصي التغذية لتناول كميات الأطعمة وتوزيع الوجبات، أما غير هذا فلا يوصف بأنه محاولات جادة لإنقاص الوزن. كما يجب أن يتجاوز مؤشر كتلة الجسم مقدار 40، ويحسب هذا المؤشّر بقسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربّع الطول عند حسابه بالمتر، أي حينما يكون الوزن 110 كيلوغرامات والطول 160 سنتيمترا، فإن المؤشر هو 43. أما إذا كان المؤشر ما بين 35 و40، فإنه لا يُنصَح بالعملية إلا إذا كان لدى المرء مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرهما من الأمراض المزمنة الضارة بالقلب والشرايين.