نفق 137 رأسا من الماشية حرقا في ضيعة بجماعة حجر النحل قرب مدينة طنجة، في عملية «انتقام» عنيفة تسببت في خسائر فادحة لمالك الضيعة، حيث وجه صاحب الضيعة اتهامات مباشرة إلى مستشار جماعي ومقربين منه. وكانت ضيعة، الزبير الدريدي، الواقعة بمدشر لمْدير، بجماعة حجر النحل، تعرضت لعملية إحراق متعمدة، حسب مالكها، ليلة الثلاثاء الماضي، استهدفت إسطبل الماشية وأتت على 84 رأسا من الغنم و53 رأسا من الماعز و20 من الدواجن، وكلبين للحراسة، إضافة إلى إتلاف كمية كبيرة من الأعلاف وإصابة صاحب الضيعة بحروق. وقدر مالك الضيعة خسائره ب 60 مليون سنتيم، وزاد من حدتها أن الحادث يسبق عيد الأضحى بأيام قليلة، حيث إن معظم الخرفان كانت مجهزة للتسويق، كما أن صاحب الضيعة لا يتوفر على تأمين. واتهم مالك الضيعة مسؤولا بالمنطقة وابنه، بإضرام النار في ضيعته، إلى جانب عضو بالجماعة القروية لحجر النحل، مؤكدا أنه تعرف على 3 أشخاص لحظة تنفيذهم عملية الحرق، حيث قام بإشعال كاشفات إنارة قوية بعد سماعه ضوضاء ونباح كلاب، ليفاجأ بإضرام 9 أشخاص النار بها بعدما صبوا البنزين على أرجاء الإسطبل. وتعود خلفيات هذا الاعتداء إلى صراع بين مسؤول بالجماعة وصاحب الضيعة، على ملكية الأرض حيث يصر المسؤول على كون الأرض ملكية جماعية، ويؤازره في ذلك، حسب المعتدى عليه، رجل سلطة بالمنطقة ومسؤول للشؤون القروية بولاية طنجة، الذين، يقول صاحب الضيعة، حاولوا مصادرة أرضه وقاموا بالاعتداء على مزروعاته في مرات كثيرة، رغم أن حكما نهائيا صدر في منتصف 2010، حصلت الجريدة على نسخة منه، يؤكد ملكيته للقطعة الأرضية البالغة مساحتها 16 هكتارا، وهو الحكم الذي رفض قائد المنطقة تنفيذه، حسب الضحية. ويقول صاحب الضيعة إن أصل الصراع يعود إلى طلب مسؤول بالجماعة «رشوة» من المالك قصد تسهيل عملية التحفيظ، لكن رفضه جعل المسؤول يعاند ويضع ملف تحفيظ بكون الأرض جماعية، قبل أن يدخل الطرفان في صراع قضائي، منذ تولي ابن المسؤول منصب نائب للجماعة السلالية سنة 2006، انتهى لصالح المعتدى عليه. وقامت السلطات باعتقال مجموعة من منفذي الحريق، اعترف أحدهم بالمنسوب إليه حسب صاحب الضيعة، كما تم عرض نائب للجماعة السلالية والمستشار الجماعي على وكيل الملك في حالة اعتقال، الذي قرر إحالتهم على قاضي التحقيق. وسيعرف ملف القضية، دخول جمعيات مدنية ناشطة في مجال حقوق الحيوان على الخط كطرف مدني، خاصة وأن الطريقة التي قتلت بها الماشية، عبر إحراقها حية، وصفت بالبشعة، وتوضح الصور التي حصلت عليها «المساء» عشرات من جثث الماشية النافقة وهي متفحمة، وقد اضطرت مصالح البيئة التابعة للولاية بدفنها بسرعة خوفا من كارثة بيئية بسبب تحلل جثث المواشي.