أفاد مصدر مقرب من إدارة الجيش الملكي أن المدرب مصطفى مديح تقدم، صباح أمس الثلاثاء، باستقالته من تدريب الفريق، قبل زهاء شهر من نهاية عقده، الذي سينتهي عمليا يوم 18 نونبر 2011. وحسب مقربين من مديح، فإن أحد أسباب استقالته يعود إلى غياب محاور يمتلك سلطة القرار من بين المسيرين الحاليين، خلافا لما كان عليه الحال خلال الفترة، التي أشرف فيها الرئيس نور الدين القنابي على تدبير أمور النادي، حيث كان يفوض مجموعة من الاختصاصات لكل من الكاتب العام والرئيس المنتدب، ومن ثمة لا تتم العودة إليه إلا في القرارات الكبرى. وكان مديح قد تحدث، خلال الندوة الصحفية، التي جرت عقب المباراة التي جمعت فريقه باتحاد الخميسات، برسم الجولة الخامسة من الدوري الاحترافي، عن وجود بعض النقط التي تقف في وجه تجديد عقده، مشيرا في نفس الوقت إلى إمكانية التغلب عليها خلال الأيام القليلة المقبلة، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام سؤال عريض، مفاده ماذا تغير بين ليلة الأحد وليلة الإثنين، خصوصا أن الأمر يتعلق باستقالة وليس بإقالة؟ وكان مديح قد عبر، غير ما مرة، عن استهجانه لتدخل أطراف معينة في مهامه، فضلا عن عدم رضاه عن عدد كبير من اللاعبين، الذين استقدمهم الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية، خصوصا أنه ليس مدربا مكونا كما قال، بل هو مدرب يلعب من أجل نيل الألقاب والبطولات، وهو ما يستلزم حسب رأيه تمكينه من لاعبين مجربين كي يقوى على قيادتهم نحو الفوز بالألقاب والبطولات. وحسب مقربين من النادي، فإن نهاية الارتباط مع مصطفى مديح تفترض قبول استقالته من إدارة النادي، على اعتبار أن عقده لم ينته بعد، فضلا عن أن الطرفين اتفقا في وقت سابق على تجديد العقد، وأن العقد الذي يربطهما يتحدث أصلا عن إمكانية تجديده، من خلال اشتماله على عبارة مفادها: «عقد قابل للتجديد في حالة بلوغ الأهداف المسطرة». وبالحديث عن الخليفة المحتمل لمديح، تبرز أسماء عديدة بينها المدرب امحمد فاخر، الذي سبق أن قاد النادي خلال سنوات عديدة أثمرت فوزه بعدة بطولات بينها لقب الدوري وكأس الاتحاد الأفريقي وكأس العرش. كما تشتمل اللائحة على أسماء أخرى بينها فتحي جمال، الذي سبق أن عمل كمدرب تقني للفريق خلال الفترة التي أشرف فيها فاخر على النادي، أما ما يميز الطرفين هو معرفتهما بأمور الفريق وسهولة اندماجهما فيه، رغم أن تغييرات كبيرة طرأت عليه خلال الفترة الفاصلة بين إشرافهما عليه، كل من موقع مسؤوليته، وبين الفترة الحالية، التي شهدت تغييرات كبيرة بقدوم الرئيس المختار مصمم، بديلا لنور الدين القنابي، والمدرب عبد الهادي السكيتوي . يذكر أن فريق الجيش الملكي لم يعرف الاستقرار التقني خلال السنوات الست الأخيرة، حيث تعاقب على تدريبه عدد كبير من المدربين، بينهم امحمد فاخر ووالتر ماوس وعزيز العمري، وهي تغييرات أثرت سلبا على الاستقرار التقني للفريق، وجعلته بعيدا عن موقعه كأحد أفضل أندية الدرجة بالدوري المغربي الأول