أكد مصدر مقرب من فريق الجيش الملكي أن الانتصارات التي سجلها الفريق في الآونة الأخيرة، وتحديدا ضد النصر الليبي ضمن مسابقة كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس وشباب الريف الحسيمي في مسابقة الدوري قد يضع الإدارة في مأزق حقيقي، وذلك على خلفية دخولها بشكل جدي في مفاوضات مباشرة مع المدرب المغربي مصطفى مديح لخلافة عزيز العمري، الذي لازال يرتبط مع الفريق بعقد يمتد إلى نهاية الموسم الحالي. وقال المصدر إن أحد كبار المسؤولين بالفريق هو الذي يدعم فكرة التخلي عن العمري، بالنظر إلى العلاقة المتأزمة التي تربطه به، والتي تضررت بشكل كبير خلال الاجتماع التقني الذي أعقب انهزام الفريق ضد النادي القنيطري خلال الجولة الرابعة من الدوري المغربي الأول، وهو الاجتماع الذي رفض خلاله العمري لغة التهديد التي صدرت عن المسؤول العسكري، ما استدعى اجتماعا خاصا مع الرئيس المنتدب نور الدين القنابي، الذي جدد الثقة في العمري، ومنحه الضوء الأخضر لفعل ما يراه مناسبا لإخراج الفريق من دوامة التهلهل التي خيمت على أدائه، وعلى الخصوص ما تعلق بموضوع اللاعبين الذين يرفضون تجديد عقودهم مع الفريق، وهو ما يفسر تعويض العديد منهم بلاعبين شباب أمثال أمين الكاس وأحمد خليل المعروف ب»خريستو» وجلال الكيندي وآخرين. وأشار المصدر إلى أن المسؤول الرفيع المستوى تحدث إلى مديح دون العودة إلى القنابي، لكن الأخير لم يقدم بعد إجابة صريحة حول الطلب، حيث بادر إلى منحه بعض الوقت قبل تقديم إجابة نهائية. لكونه يقضي حاليا فترة راحة بمنتجعات أكادير، من فرط الضغوط التي عانى منها خلال إشرافه على فريق الوكرة القطري. لكن الغريب في الأمر هو دخول بعض اللاعبين في الحلف المطالب برحيل العمري، وهي تطورات غريبة وغير معتادة في فريق عسكري عرف عبر مساره الرياضي الطويل بالانضباط وبعدم إثارة البلبلة، وكذا عدم الدخول كطرف في مثل هذه الأمور. كما أن فريق الجيش عرف دوما باحترامه للعقود التي تربطه بالمدربين الذين تناوبوا على الإشراف عليه، ومن ثمة ففريق الجيش ملزم بدفع مبلغ يقارب 90 مليون سنتيم في حال رغب في إقالة العمري، فضلا عن مبلغ مشابه سيصرفه لمديح خلال ما تبقى من الموسم إذا رغب في الاستفادة من خدماته، أي ما يوازي حوالي 180 مليون سنتيم. في حين أن المسؤول نفسه لا يتخلف عن الحديث عن اجتياز الفريق لفترة مالية صعبة تحول دون تعاقده مع لاعبين، سواء خلال فترة الانتقالات الصفية الماضية، أو خلال «الميركاطو» الشتوي. يذكر أن فريق الجيش الملكي صرف خلال نهاية شهر أكتوبر الماضي آخر دفعة من الأجر الشهري للمدرب البلجيكي السابق والتر ماوس، والتي تصل إلى 10 ملايين سنتيم، وذلك جراء إقالته بسبب سوء النتائج خلال منتصف الموسم الرياضي الماضي.