جددت إدارة فريق الجيش الملكي ثقتها في المدرب عزيز العمري، على الرغم من الشائعات التي تحدثت عن قرب الانفصال عنه وتعويضه بمصطفى مديح المقال من الوكرة القطري أو امحمد فاخر المقال بدوره من نجم الساحل التونسي. وحسب إفادة مصدر جدير بالثقة فإن منتصف يوم أول أمس الأربعاء كان حاسما في تحديد مستقبل العمري، وذلك في أعقاب اللقاء الذي جمعه بالرئيس المنتدب نور الدين القنابي، وهو اللقاء الذي استغرق حوالي أربع ساعات ونصف وجرى خلالها تداول كل المشاكل والمثبطات التي تحول دون انطلاقة الفريق ودون تسجيله نتائج طيبة، وفي مقدمتها مشكل الانضباط ومشكل التكتلات وغياب روح المسؤولية. وفي هذا الصدد، منح القنابي العمري الضوء الأخضر ليتخذ ما يراه مناسبا من أجل إعادة قطار الجيش الملكي إلى السكة الصحيحة، داعيا إياه إلى عدم الالتفات إلى ما يقال وما يكتب هنا وهناك، وفي مقدمة ذلك الكلام الذي تفوه به قبل يومين الكولونيل بلحاج، عندما تحدث إلى العمري وإلى طاقمه بكلمات تحمل تهديدا مبطنا بإقالة الطاقم برمته، في حال عدم قدرته على قيادة الفريق نحو تحقيق أربع نقط على الأقل خلال المباراتين المقبلتين، وهو القرار الذي سارع العمري إلى رفضه ومن ثمة التهديد بالاستقالة قبل الإقالة. وحسب نفس المصدر فإن العمري تلقى تعليمات واضحة من الرئيس القنابي يدعوه فيها إلى اتخاذ موقف حازم حيال اللاعبين الذين يرفضون تجديد عقودهم قبل حلول موعد رأس السنة الميلادية، وهم مراد فلاح ومحمد أمين قبلي وعبد الرزاق المناصفي ويوسف القديوي. وبخصوص هذا الملف أشار المصدر إلى أن إدارة الجيش الملكي عرضت على فلاح تجديد عقده مقابل حصوله على 80 مليون سنتيم سنويا ولمدة ثلاث سنوات، وهو عرض ربما لم ينل رضا اللاعب، الذي طلب مدة للتفكير قبل اتخاذ قرار نهائي. أما اللاعب قبلي فقد طالب إدارة الفريق بمنحه مبلغ 140 مليون سنتيم سنويا لتجديد عقده، وهو مبلغ بعيد جدا عن قدرات وإمكانيات النادي. في حين أن اللاعبين المناصفي والقديوي لم يدخلا بعد في مفاوضات بشأن تجديد عقديهما، وإن كانت كل المؤشرات تسير في اتجاه عدم رغبة المناصفي في التجديد ومن ثمة الانتقال إلى فريق جديد. وبناء على كل ما ذكر فإن كل لاعب يرفض تجديد عقده سيكون ملزما بترك التداريب اليومية للفريق، ومن ثمة بدء مشوار البحث عن البديل المناسب له. رغم أن الطرفين لم يحددا أي لائحة مستقبلية للاعبين الذين سيلتحقون بالنادي. وبناء على ذلك ينتظر الاعتماد على اللاعبين الشباب الذين ينتظرون فقط الفرصة لإظهار مقوماتهم التقنية والمهارية، وفي مقدمتهم لاعب الوسط أمين الكاس، الذي يجمع الكل على توفره على مستوى جيد يؤهله لحيازة مكانه كلاعب رسمي في تشيكلة الجيش، خصوصا أن فتحي جمال عمل في وقت سابق كل ما في وسعه لانتدابه وضمه إلى صفوف فريق الدفاع الحسني الجديدي. كما أن العمري مقتنع جدا بقدرات وإمكانيات الكاس وكان ينتظر فقط الفرصة المواتية إقحامه ضمن التشكيلة الرسمية. من ناحية أخرى لم تستبعد مصادر أخرى إمكانية إجراء بعض التعديلات على الطاقم التقني للفريق، حيث ينتظر أن يستعيد جعفر عاطيفي موقعه كمعد بدني، فضلا عن إمكانية تشكيل مديرية تقنية تكون مهمتها الأساسية هي التنقيب عن اللاعبين الجدد. وذلك بغرض إجراء تعديلات جوهرية على لائحة اللاعبين الحاليين، بعد أن ثبت بالملموس أن سياسة جلب اللاعبين من أندية الهواة أعطت ثمارها، في حين أن جلب الأسماء المعروفة والمشهورة لم تجد نفعا ولم تجلب للفريق سوى النكسات والانكسارات.