بات أكيدا أن تهديدات المعطلين بالجديدة باقتحام المؤسسات العمومية كخطوات تصعيدية للاحتجاج ليست مجرد مزايدات، بعد أن تمكنت الجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين ليلة أول أمس الأربعاء من اقتحام مقر بلدية الجديدة وقضاء الليلة بداخلها بعد فشل المحاولات التي قام بها المسؤولون، بمن فيهم رئيس المجلس البلدي، من أجل ثنيهم عن الاعتصام بداخل بهو البلدية. ولم تقف الاحتجاجات عند هذه الخطوة، بل التحق أعضاء التنسيقية الإقليمية لحملة الشهادات المعطلين بالجديدة بإخوانهم في الجمعية الوطنية وحاولوا اقتحام البلدية للانضمام إلى زملائهم، وبعد منعهم من طرف السلطات المحلية قاموا بالاعتصام أمام باب البلدية احتجاجا على هذا المنع. وليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها المعطلون باقتحام مؤسسة عمومية، بل سبق لأعضاء الجمعية أن حاولوا اقتحام مقر غرفة التجارة و الصناعة. كما حاول أعضاء التنسيقية الإقليمية بالجديدة اقتحام مقر عمالة الجديدة بداية الأسبوع الجاري، ونتج عن ذلك اصطدامات بين المعطلين وعناصر التدخل السريع ورجال الأمن، مما أدى إلى حدوث حالات إغماء، سيما في صفوف المعطلات، نقل بعضهت على إثر ذلك إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة لتلقي الإسعافات الأولية. كما قام المعطلون قبل يومين بمحاولة تنظيم مسيرة احتجاجية في اتجاه معرض الفرس تم تفريقها من طرف السلطات المحلية. وكانت التنسيقية الإقليمية لحاملي الشهادات المعطلين قد أصدرت بيانا للرأي العام. وعقب محاولة الاقتحام أصدرت التنسيقية الإقليمية لحاملي الشهادات المعطلين بالجديدة بيانا للرأي العام، حملت من خلاله المسؤولية الكاملة لعامل الإقليم لحالة التوتر والاحتقان التي تسود أوضاع المعطلين بالجديدة. كما عبرت التنسيقية عن استمرارها في خوض أشكال نضالية غير مسبوقة وجريئة في الزمان والمكان. وأكد بيان التنسيقية على ضرورة التعاطي الجاد والمسؤول مع ملفهم المطلبي لنزع فتيل التوتر والاحتقان، وأعرب معطلو التنسيقية عن عزمهم الانخراط في كافة الحركات الاحتجاجية المناهضة لسياسة الإقصاء والتهميش، وكذا تضامنها المطلق واللامشروط مع نضالات المعطلين عبر ربوع المملكة. كما أدانت التنسيقية ما وصفته بالقمع الذي يواجه به المعطلون، والذي وصل حد القتل، كما هو الحال بالنسبة إلى محمد بودرة بآسفي.