طالب المشاركون في مسيرة شباب 20 فبراير في طنجة، المنظمة يوم الأحد، بمقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة، لكونها، حسب تعبيرهم، «لن تكون إلا تكملة لمشروع الدستور الممنوح الذي يُشرعن الاستبداد والظلم». واعتبر شباب 20 فبراير أن الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 25 نونبر المقبل ليست إلا «مسرحية» و«مهرجانا» ينظمه «المخزن»، سيعيد إفراز نفس الوجوه، التي يعتبر المحتجون أن أغلبها «تحترف» الفساد ودعوا سكان المدينة إلى مقاطعتها وإلى عدم المشاركة في فصول تلك «المسرحية». وقد شارك الآلاف في مسيرة 16 أكتوبر، رغم أن الرقم لم يقارع عدد المشاركين في مسيرات الحركة عندما كانت في أوجها. غير أن تزامُن الوقفة مع مناسبة الدعوة العالمية للاحتجاج المخلدة ليوم 15 أكتوبر جعل المشاركين يرفعون من حدة الشعارات ذات الطابعين الاجتماعي والسياسي، المطالِبة بمحاربة الفساد وبمحاكمة المفسدين في المدينة. كما أن المسيرة خلدت اليوم العالمي للفقر برفع شعارات مستنكرة لغلاء المعيشة وفواتير الماء والكهرباء وتدنّي الخدمات، كما طالب المشاركون بفسخ عقد شركات التدبير المفوض الأجنبية. واستحضر المشاركون، بقوة، ما وصفوه ب«جريمة» قتل الناشط في حركة 20 فبراير في آسفي، محمد بودروة، المُعطَّل الذي يقول شباب الحركة إنه قضى تحت وطأة هراوات الأمن، مطالبين بمحاسبة مرتكبي تلك «الجريمة». ورغم اختلاف خط سير هذه المسيرة عن سابقيه، فإنه حافظ على استهدافه الأحياء الشعبية وعلى انطلاقته من ساحتَة «بني مكادة» أو «ساحة التغيير»، كما يسميها شباب 20 فبراير. كما شهدت الاحتجاجات حضورا أمنيا مكثفا، حيث طوقت عناصر القوات المساعدة ساحة «بني مكادة» وتموقعت على طول مسار الاحتجاجات. كما رافق عدد من عناصر الأمن بزي مدني المحتجين في مسيرتهم.