علمت «المساء»، من مصادرَ مطّلعة، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية باشرت إجراء تحقيقات والاستماع إلى جميع الأطراف في قضية انهيار معمل للنسيج في سيدي معروف، يوم 24 شتنبر الماضي، والذي أودى بحياة شخص وإصابة 21 آخرين. وأوضحت المصادر ذاتها أن عناصر الفرقة الوطنية استمعوا، يوم الأربعاء الماضي، إلى مراقب التعمير، التابع لمقاطعة سيدي معروف، والذي أدلى بالتقرير الذي أعدّه بخصوص حادث انهيار المعمل المسمى «بروجيكسي»، حيث أشار إلى أن مدير المعمل باشر أشغاله بعد حصوله على رخصة إصلاح من دار الخدمات التابع لمجلس مدينة الدارالبيضاء، مؤرخة ب24 نونبر 2009، وبهذه الرخصة، قام بأعمال بناء طابق ثان، مؤكدا لعناصر الفرقة الوطنية أنه لا علاقة للمقاطعة بالأشغال وأنها لم تُسلّمه تصريحا بالبناء. وأفادت المصادر ذاتها أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استدعت، في منتصف الأسبوع، مدير شركة البناء التي تكلفت بتشييد الطابق الثاني في المعمل، بناء على رخصة الإصلاح المُسلَّمة من دار الخدمات، في إطار الاستماع إلى جميع الأطراف التي لها علاقة بانهيار المعمل. وكان وكيل الملك قد أمر بوضع مدير المعمل، عبد الكريم محراش (من مواليد 1952) وابنه مهدي محراش، البالغ من العمر 24 سنة، وشخص ثالث، تحت الحراسة النظرية، كما بوشرت تحقيقات لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الحادث وتحديد المسؤوليات، علما أن الانهيار أسفر عن مصرع مستخدَم في المعمل، يدعى محمد لحايشي، من مواليد 1963، وهو في نفس الوقت ابن خالة مالك المعمل، الذي أصيب، رفقة ابنه، بجروح. وتأتي استماع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى الأطراف المعنية بانهيار معمل سيدي معروف في سياق فتح الفرقة تحقيقات تهُمّ مجال التعمير في عمالة عين الشق، وتحديدا في سيدي معروف، الذي يضمّ منطقة صناعية تشهد حوادث مفجعة، كما أن الضابطة القضائية، هي الأخرى، باشرت تحقيقات حول انهيار معمل سيدي معروف، خصوصا بعد شهادات مستخدَمات ومستخدَمين في المعمل أكدوا فيها أنهم كانوا يُجبَرون على مساعدة عمال البناء لتشييد الطابق الثاني، ما فسر ارتفاع حصيلة الضحايا، كما أن الحادث وقع يوم سبت، الذي هو يوم عطلة في الأصل.