تسبب بث تحقيق عن فلسطين على قناة «فرانس2» في الثالث من أكتوبر، في إطار برنامج «عين على الكرة الأرضية»، في حملة شعواء شنها المجلس التمثيلي للديانة اليهودية ضد القناة وضد مخرجي ومقدمي البرنامج بحجة «التحيز» للأطروحات الفلسطينية. وقد بعث رئيس المجلس رسالة يندد فيها بما أسماه «تشويه الحقائق وتمرير خطاب أقرب إلى اللاسامية والنظريات التآمرية». وقد أطلقت مجموعة من الصهاينة على الفايسبوك صفحة بعنوان «مقاطعة فرانس تلفزيون» مطالبة بأن تقدم القناة اعتذارها لإسرائيل. لا زالت مناورات السفير الأمريكي باليونسكو تسخن كواليس المنظمة بغية إفشال مشروع ضم فلسطين لعضوية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة...فعلى خلفية الخطاب الذي ألقته هيلاري كلينتون، والذي توعدت فيه بإغلاق صنبور المساهمة الأمريكية في حالة المصادقة على المشروع، شرع دفيد كيلون في حبك خيوط التآمر لثني الدول الأوروبية والإفريقية والآسيوية عن فكرة التصويت لصالح المشروع الذي اقترحته الدول العربية، أو على الأقل لإحداث التفرقة في صفوف الكتلة المؤيدة للمشروع. يتضح للعيان أن إدارة أوباما ما هي إلا امتدادا لإدارة دبليو بوش، وأن مصلحة إسرائيل تعلو على كل المصالح، خصوصا أن باراك أوباما بحاجة إلى أصوات اليهود الأمريكيين لخوض الاستحقاق الرئاسي القادم ! وفي انتظار أن يبت المؤتمر العام في هذه العضوية في دورته القادمة المنعقدة بين 25 أكتوبر و10 نوفمبر، يتعين إلقاء المزيد من الأضواء على الرهانات، ليس فحسب السياسية بل الحضارية التي تطرحها هذه العضوية: بقرصنتها للأرض، قرصنت إسرائيل كذلك كتابة التاريخ، خصوصا وأن للأحجار، للتراب والهواء في فلسطين شحنة معنوية قوية. سيست إسرائيل الأركيولوجيا لكي تتوافق مع عقلية «إيريتز إرائيل» ( إسرائيل الكبرى). إن التنقيب الأثري والحفريات الأركيولوجية برا وبحرا مكنت إسرائيل من كتابة التاريخ على هواها. لذا فإن حصول فلسطين على العضوية سيمكنها من طرح معالمها وآثارها كتراث بشري من أجل الإنسانية وبالتالي حمايتها من مسلسل التهويد. يبقى أن نجاح المبادرة التي طرحتها الدول العربية رهين بمواقف المجموعة الأوروبية. إن أعربت إسبانيا عن استعدادها لمعارضة هذه العضوية، فمن المحتمل أن تساير فرنسا الموقف الأمريكي وتعارض بدورها انضمام فلسطين لليونسكو. مما قد يشكل خيبة كبرى للطرف العربي وخاصة الفلسطيني الذي تفاءل بالمواقف الفرنسية تجاه الربيع العربي. المهم أن اليونسكو سيعرف في الأسابيع القادمة معركة شد وجذب قد يتدخل فيها الإعلام والأقلام المؤيدة لإسرائيل ولأطروحاتها التوسعية من أجل إسرائيل الكبرى. إسرائيل وأساليب التخويف تسبب بث تحقيق عن فلسطين على قناة «فرانس2» في الثالث من أكتوبر، وذلك في إطار برنامج «عين على الكرة الأرضية»، في حملة شعواء شنها المجلس التمثيلي للديانة اليهودية ضد القناة وضد مخرجي ومقدمي البرنامج بحجة «التحيز» للأطروحات الفلسطينية. وقد بعث رئيس المجلس رسالة يندد فيها بما أسماه «تشويه الحقائق وتمرير خطاب أقرب إلى اللاسامية والنظريات التآمرية». وقد أطلقت مجموعة من الصهاينة على الفايسبوك صفحة بعنوان «مقاطعة فرانس تلفزيون» مطالبة بأن تقدم القناة اعتذارها لإسرائيل. وفي مقابلة مع صحيفة لوباريزيان، أوضح باتريك بواتي، رئيس تحرير البرنامج، أن الفريق قام بعمله الصحفي بكل صرامة وأمانة وبأن ثمة مغالاة غير مبررة في ردود الأفعال التي عبر عنها المجلس. واستطرد رئيس تحرير البرنامج قائلا «إنه توصل هذا الأسبوع ب800 رسالة إيمايل كلها سب وشتم تنعت المحققين بالنازيين الحقيرين، فيما تعرض بعضهم لاعتداء جسدي». ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها المجلس إلى هذا النوع من التخويف والتهديد لما يتعلق الأمر بتقديم إسرائيل في صورة أخرى غير تلك التي يجمع عليها الإعلام المسخر لخدمة الدولة العبرية. وليس من المستبعد، بعد اللقاء الذي جمع رئيس المجلس التمثيلي للديانة اليهودية ورئيس مجموعة فرانس تلفزيون، أن تقدم القناة اعتذارها أو تتخذ عقوبات في حق الصحافيين الذين أنجزوا البرنامج ! درس في الديمقراطية والمواطنة يوم الأحد الماضي، في جو دافئ، كان موعد الناخبين الفرنسيين المنضوين تحت لواء الحزب الاشتراكي أو المتعاطفين معه، مع اقتراع الدور الأول للانتخابات التمهيدية التي ستفرز بعد الدور الثاني المزمع عقده في السادس عشر من أكتوبر، مرشحا رسميا لخوض رئاسية 2012. وكما كان متوقعا جاء فرانسوا هولاند على رأس القائمة بنسبة 39,2% ، تليه مارتين أوبريه التي حصلت على 30,7% من الأصوات، فيما خلق آرنو مونبورغ المفاجأة بإحرازه 16,8% وبذلك سيكون حكم المباراة التي ستجمع في الدور الثاني كلا من فرانسوا هولاند ومارتين أوبريه. وبالنظر إلى نسبة المشاركة التي بلغت أزيد من مليونين ونصف المليون ناخب، يمكن القول إن الحزب الاشتراكي أبان عن روح وممارسة ديمقراطية غير مسبوقة في تاريخ الجمهورية الفرنسية. وقد دعت العديد من الأحزاب إلى السير على هدي الحزب الاشتراكي لإدخال المزيد من الديمقراطية وحس المواطنة في اختيار المرشحين وتحكيم كلمة الشعب. كما أن هذا الاستحقاق التمهيدي من شأنه مصالحة المواطن مع السياسة. يبقى أن المشوار لا زال طويلا ومن غير المستبعد أن يفصح عن بعض المفاجآت مثل عصيان بعض المرشحين وعدم دعمهم للمرشح الفائز أو انفجار الخلافات داخل قيادة الحزب، وهو ما يراهن عليه معسكر نيكولا ساركوزي. خلاص الولادة في الوقت الذي ينشغل فيه الحزب الاشتراكي بالاستحقاق التمهيدي وبنتائج صناديق الاقتراع، تتجه أنظار قصر الإيليزيه إلى مجئ المولود الجديد لكارلا ونيكولا. وتسابقت الأسئلة في موضوع دخول كارلا بروني ساركوزي إلى مصحة الولادة «لامييت»، الواقعة بالمقاطعة السادسة عشرة. وسبق للسيدة الأولى أن أعربت عن ضجرها من هذا الحمل الذي يمنعها من التدخين، شرب النبيذ والقرع على القيتارة. ولا يبدو أن الرئيس ساركوزي يتوفر على الوقت الكافي للاعتناء بالمولود الجديد. المهم أن ساركوزي الإبن سيخطف مؤقتا أضواء الإعلام من مرشحي الدور الثاني للاقتراع التمهيدي ل16 أكتوبر، في انتظار دخول ساركوزي الأب معترك الانتخابات. منطقة الأورو في عين الإعصار بعد تخفيض «وكالة فيتش للتنقيط»، لنقطة إيطاليا وإسبانيا، يستعد الثنائي الفرنسي-الألماني للتخلي عن اليونان الذي عجز عن حلحلة أزمته الاقتصادية الهيكلية المزمنة. لم ينفع ضخ مليارات الأوروات من المساعدات لا في إيقاف النزيف الذي يعاني منه اقتصاد هذا البلد ولا في ترشيد ميزانيته. وكان من المنتظر أن يعلن عن هذا التخلي في قمة برلين التي كان من المقرر أن تجمع الثنائي الفرنسي-الألماني في 17-18 أكتوبر، لولا تأجيل هذا اللقاء إلى أجل غير مسمى. وقد حاول الرئيس ساركوزي تجربة جميع السيناريوهات لإنقاذ اليونان والحفاظ على منطقة الأورو متماسكة وبمنأى عن العواصف النقدية. وقد أظهر انهيار بنك ديكسيا ( البلجيكي-الفرنسي)، أن هذه المنطقة هشة للغاية. فقد أوقف ساركوزي نجاحه في الانتخابات الرئاسية على رهان إنقاذ منطقة الأورو. ولو انهارت هذه المنطقة، ستوقع أيضا وبالنتيجة انهياره. تريستان بانون-دومينيك ستراوس كان على الواجهة يصدر هذا الأسبوع كتاب «حفلة رقص المنافقين» من توقيع تريستان بانون، التي رفعت دعوى قضائية بالتحرش والاعتداء الجنسي ضد دومينيك-ستراوس كان. في هذه الشهادة التي تقع في 126 صفحة، تحكي الكاتبة قصة الاعتداء الذي تعرضت له في إحدى الشقق العارية إلا من سرير. أحست في دواخلها بما يشبه الخراب وبأنه في مثل هذه الحالات فإن العدالة تقف دائما إلى جانب الرجال. هل سيسلط الكتاب من جديد الأضواء على القضية أم أنه سيكون مجرد صرخة في واد ومقبلات لشهية الباباراتزي؟ «الضواحي منشفة لأقدام باريس» بعد أزيد من أربعة عقود، لا يزال هذا التعريف الذي قدمه الروائي الفرنسي لوي فيردينان سيلين يحافظ على كامل مصداقيته. تناسلت الأجيال وتناسل معها الإحباط، العنف وانسداد الأفق. وفي غياب حلول عملية وناجعة لمشاكل السكن، التعليم، التطبيب، التثقيف، اتجه قاطنو الضواحي، وهم من أغلبية مسلمة، اتجهوا نحو الإسلام لتأكيد هويتهم الأصل على حساب هوية التبني. تلك هي خلاصة التقرير الذي أنجزه فريق من الباحثين تحت إشراف أستاذ العلوم السياسية جيل كيبيل. فقبل 20 عاما، أنجز هذا الباحث المتخصص في الإسلام والإسلام السياسي دراسة تحت عنوان: «ضواحي الإسلام». عاد رفقة فريق من الباحثين إلى ضاحيتين متميزتين في منطقة باريس هما كليشي سو بوا ومون فيرماي، لقضاء عام كامل ولمقاربة وتشخيص التحولات التي عرفتها هاتان المدينتان اللتان تشكلان مختبرا تجريبيا لحال الإسلام والمسلمين في فرنسا. في الأسبوع الماضي صدرت، عن معهد مونتين، أشغال هذا التحقيق بعنوان « ضواحي الجمهورية». لم يقع اختيار الفريق على مدينتي كليشي سو بوا ومونفرماي بالصدفة، بل لأن هاتين المدينتين كانتا مسرحا لأحداث عنف وشغب عام 2005، كما أنهما تشخصان البؤس والتهميش ولجوء القاطنة من الأغلبية المسلمة إلى الإسلام كحل لتعويض انسحاب الدولة. وهذا ما شدد عليه الاشتراكي كلود ديبلان، رئيس بلدية كليشي، لما أشار إلى أن «أحد أسباب الوجود القوي للإسلام هو أن الجمهورية انسحبت. الأشخاص الذين شعروا بالتخلي عنهم، اضطروا إلى البحث عن هوية أخرى، والإسلام حقق إلى حد كبير طلبهم في هذا الشأن». قامت الدراسة بمسح دقيق لخمسة قطاعات يفسر عجزها فشل سياسة الاندماج وطفرة الإسلام كحل. أول هذه القطاعات هو قطاع التربية. لاحظت الدراسة أن 50% من التلاميذ يوجهون، عند نهاية الطور الثانوي، نحو تخصصات تقنية تؤهل الطالب إلى حرف مقنعة مثل لحام حديدي أو ميكانيكي للدراجات النارية أو الهوائية، فيما يغادر النصف الآخر المدرسة بصفة نهائية. وعليه فإن ثمة تمييزا بين «ثانويات الفقراء» الواقعة بكليشي سو بوا و«ثانويات الأغنياء» الموجودة ببعض المدن المجاورة. القطاع الثاني الذي وقفت عنده الدراسة هو قطاع الشغل الذي رأت أنه يشكل معضلة المعضلات. فمعدلات البطالة بهذين الضاحيتين تفوق بمرتين المعدل الوطني. فقد بلغت نسبة البطالة في كليشي سو بوا 22,7%، فيما وصلت النسبة إلى 17,5% في ضاحية مون فيرماي. عانت هاتان المدينتان من إغلاق المصانع وهجرة الكفاءات المهنية، الشيء الذي دفع المواطنين إلى الإقبال على مهن ظرفية مثل التنظيف والحراسة. وقد أثرت هذه المعضلة على التماسك الاجتماعي. القطاع الثالث هو القطاع الأمني. يرتبط اسم كليشي-مون فيرماي بشكل حميمي بأحداث العنف والشغب التي هزت المدينتين عام 2005 والتي امتدت إلى 300 بلدة مجاورة. تشير الدراسة إلى أن هذه الأحداث «جسدت القطيعة بين الشرطة والمواطنين». اليوم، إن تغير الوضع نسبيا، فإن المواطنين ينتظرون من الشرطة أن تلعب دور من يقنع لا دور من يقمع. المجال الرابع هو سياسة التمدن. يعتبر سكان الضاحيتين أن هذه السياسة التي ترمي إلى إعادة تشكيل مجالات حضرية جديدة وأكثر إنسانية مما كانت عليه الحياة داخل العمارات الإسمنتية كفيلة بتغيير ظروف حياة المواطنين ومنحهم الكرامة التي افتقدوها لعقود. لكن سياسة العمران لن تعالج مشاكل البطالة، البؤس، التمركز الإثني. هذه القطاعات الأربعة التي تمس قضايا اقتصادية، اجتماعية، تربوية، وعمرانية، انصهرت في الأخير داخل بوثقة الإسلام الذي أصبح ملجأ وملاذا لمسلمي هاتين الضاحيتين. وقد أفادت الدراسة بأن الإسلام قد تعزز وتنوعت أشكاله في ظرف الخمس وعشرين سنة الماضية. يلاحظ ذلك في ارتياد الرجال للمساجد وصيامهم بشكل منتظم مع احترامهم لقواعد الحلال والحرام بشكل صارم. لا في الطعام وحسب بل وفي جميع أشكال الحياة. ولفتت الدراسة الانتباه إلى عزوف التلاميذ عن ارتياد المطاعم المدرسية احتراما لقواعد الحلال التي لا توفرها لهم هذه المطاعم. كما أشارت إلى أنه خلافا للفكرة السائدة، فإن الزواج المختلط لا يحظى بتأييد الأغلبية. بل يفضل المسلمون الزواج فيما بينهم. الخلاصة أن هذه الدراسة تدحض الأطروحة القائلة بأن المسلمين غير قادرين على التأقلم مع قيم الجمهورية لتبيان أن الجمهورية هي التي لا ترغب في إدماج مواطنيها من المسلمين بمنحهم فرصا للشغل، للترقية الاجتماعية، لسبل التثقيف. كما أنها غير راغبة في الاعتراف بكرامتهم. باريس ملتقى الفن العربي المعاصر تحت عنوان «صلات وصل: باريس والفن العربي المعاصر»، افتتح في الخامس عشر من أكتوبر المعرض التشكيلي الجماعي الذي يساهم فيه 13 فنانا يمثلون المغرب، تونس، الجزائر، لبنان، سوريا، مصر، فلسطين. يحسب هؤلاء الفنانون على تجارب فنية وجمالية يتزاوج فيها الشرق بالغرب والمغرب العربي. على الرغم من أن غالبية هذه الفعاليات الفنية تعمل وتعيش في باريس، فإنه من الصعب القول إن مدينة الأنوار هي عاصمة الفن التشكيلي العربي الحديث، لكنها توفر على الأقل جسرا لصلات وصل قوية. توفر مثل هذه المناسبات مشهدا جليا بتجارب متنوعة وثرية وافدة من بلدان تعرف حراكا سياسيا، اجتماعيا وفنيا هاما.