حاول فرع مدينة المضيق للجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين بالمغرب، أول أمس، اقتحام عمالة المضيق -الفنيدق، للاعتصام داخلها، إلى حين تنفيذ مطالبهم بالتشغيل المباشر. وقد فاجأت عملية محاولة الاقتحام القوات العمومية، التي حلّت بسرعة لمنع المعطلين من دخول مقر العمالة والاحتجاج داخلها، قبل أن تشرع في تفريقهم بالقوة، ما أسفر عن حالة إغماء إحدى المعطلات، تم نقلها على متن سيارة أجرة إلى مستشفى محمد السادس في المدينة الساحلية. وقد قرر المعطلون، بعد ذلك، التوجه إلى الطريق الرئيسة، حيث قاموا ب«قطع الطريق»، إلا أن قوات الأمن تدخلت وشرعت في حمل المعطلين ووضعهم على جنبات الطريق الرئيسية. وتعيش كل من المضيق والفنيدق هذا الشهر على صفيح ساخن من الاحتجاجات العارمة والوقفات والمسيرات الشعبية، ضد البطالة والتهميش، في مدينة تعتبر من أبرز مناطق الساحل السياحي «تمودا بي». وقبلها بأيام، عرفت مسيرة احتجاجية سلمية أخرى نظّمها نفس الفرع في مدينة المضيق تدخلا أمنيا عنيفا، بعدما كانوا يعتزمون الوصول إلى غاية الإقامة الملكية في المدينة السياحية. وقد أسفر التدخل الأمني الذي شاركت فيه قوات التدخل السريع والقوات المساعدة ضد المعطلين عن إصابة أكثر من 5 من هؤلاء بجروح متفاوتة الخطورة وبرضوض بليغة. ويعرب عدد من المعطلين عن استيائهم مما وصفوه ب«تنصل» عامل عمالة المضيق -الفنيدق من اتفاقيته معهم، مشيرين إلى أنه وجّه رسالة إلى رؤساء الجماعات المحلية التابعين لهده العمالة تحت رقم 5477 بتاريخ 29 من شهر شتنبر الماضي، تتعلق بموضوع «تنظيم مباريات التوظيف في الجماعات الترابية». وأضاف محدثونا أن العامل شدّد، في مذكرته، على الإخبار أنه «تقرَّر تنظيم مباريات مشترَكة بين الجماعات الترابية على مستوى العمالات»، وهي المذكرة التي يعتبرها المعطلون «التفافا خطيرا» على مطالب الجمعيات الوطنية لحمَلة الشهادات المعطلين بالمغرب، الذين سبق لهم أن وقعوا محاضر مع بعض رؤساء الجماعات في الإقليم بشأن التوظيف المباشر. وتُشدّد المذكرة الموقَّعة من طرف الكاتب العام لعمالة المضيق -الفنيدق على أن السبيل الوحيد للتوظيف هو إجراء مباريات حسب ما ينص على ذلك قانون الوظيفة العمومية، وهو المطلب الذي ترفضه الجمعية الوطنية لحمَلة الشهادات المعطلين بالمغرب.