دعا باحثون ومتخصصون في علوم الآثار إلى ضرورة استرجاع بعض المآثر التاريخية الخاصة بمدينة طنجة وضرورة المحافظة على آثار أخرى مُهدَّدة بالاندثار. وأجمع المشاركون في ملتقى ثقافي، احتضنه «متحف القصبة» في مدينة طنجة، على ضرورة استعادة القِطع الأثرية المتعلقة بالمدينة والتي توجد في متاحفَ أوربية، وخصوصا في إسبانياوإنجلترا. وقال محسن الشداد، الباحث والأستاذ الجامعي في جامعة تطوان، إن النقوش الرومانية المتعلقة بمدينة طنجة، والموجودة في متاحف أوروبية، تعتبر إرثا مُهِمّاً من تاريخ المدينة وتؤرخ لمراحلها التاريخية المختلفة، خصوصا أن طنجة كانت نموذجا للمدينة الرومانية. وأشار الشداد إلى أن 05 قطعة أثرية لاتينية، من بينها 41 عبارة عن «هدايا جنائزية» للمرأة، موجودة في متاحف أوربية، خصوصا في متحفَي «قادس» في إسبانيا، و«أكسفورد» في إنجلترا. وقد عرف افتتاح الملتقى، الذي نظّمه متحف القصبة، بتعاون مع المنظمة غير الحكومية الإيطالية «كوسبي»، حضور سفير إيطاليا في المغرب، بيير جيورجيو شروبيني، ومدير الوحدة التقنية لمنظمة التعاون الإيطالي في الرباط، موريسيو دي كاريستو. وقد سعى الملتقى إلى طرح مختلف المواضيع التي من شأنها أن تحافظ على التراث المعماري لمدينة طنجة، عبر تسليط الضوء على الإجراءات المتّخَذة في المجال وتبادل الخبرات من أجل تثمين الموروث الثقافي والتراثي وضمان استمراريته وتقديم حصيلة ثلاث سنوات من التعاون (7002 -1102). وضم برنامج اللقاء عروضا وجلساتِ نقاش حول التراث المادي واللا مادي لطنجة وجِهة الشمال والتراث كعامل للتنمية المحلية. وقال محمد حبيبي، عالم الآثار والأستاذ الباحث، إن معامل تمليح السمك في مختلف الأماكن الساحلية في طنجة والمدن الأخرى تعد ثروة حقيقية مُهدَّدة بالاندثار، خصوصا أنها كانت تُشكّل قوة اقتصادية لصناعة تمليح السمك في العالمين الروماني والإغريقي. وأضاف حبيبي أن هذا اللقاء حضره متخصصون وباحثون وخبراء في علوم الآثار والتراث المعماري من مختلف الدول الأوربية من أجل تقديم تاريخ الحضارات التي تعاقبت على شبه جزيرة طنجة، إضافة إلى عرض مختلف الإنجازات التي أُنجِزت من أجل تأهيل المدن العتيقة في كل من طنجة وتطوان والقصر الصغير ومناطق أخرى. وطالب المشاركون في لقاء طنجة بضرورة خلق مركز لتوثيق كل المآثر التاريخية الخاصة بالمدينة ودعوا إلى إدراج مدينة طنجة ضمن التراث العالمي من طرف «يونسكو».