اجتاحت مجموعات شبابية عديدة، تتكون كل واحدة منها من أزيد من 40 عنصرا، المركز التجاري «مراكش بلازا» وسط حي جيليز الراقي بشارع محمد الخامس ليلة إجراء مباراة المنتخب المغربي مع نظيره التانزاني، وقامت بزرع الرعب وسط المارة وزبائن المتاجر الراقية والمقاهي والمطاعم وسكان الإقامات السكنية التابعة للمركز التجاري الشهير. وكانت المجموعات الشبابية، التي كانت ترفع شعارات مساندة للمنتخب المغربي، تتدافع فيما بينها وتعتدي على الفتيات والنساء، مما خلق هلعا ورعبا حقيقيا وسط المارة في أشهر ساحة عمومية في حي جيليز. كما قام هؤلاء الشبان بمحاولات تكسير العديد من تجهيزات الساحة كأعمدة الإنارة العمومية والواجهات الزجاجية للمتاجر الراقية. ودخل أفراد من الأمن الخاص للمركز التجاري «مراكش بلازا» على قلتهم في مواجهة غير متكافئة مع مجموعات شبابية عديدة من مختلف مدن المملكة، وساد جو من الفوضى والرعب الساحة، فاضطر أصحاب بعض المتاجر الراقية إلى إقفال متاجرهم، فيما تزود حراس المقاهي والمطاعم هناك بعصي وكلاب لتخويف هؤلاء الشبان الهائجين، الذين كانوا يضعون على أفواههم أكياسا بلاستيكية مملوءة ب«السيلسيون»، وقد بدت على ملامحهم حالة تخدير جد متقدمة. وعبر عدد من أرباب المحلات التجارية بمركز «مراكش بلازا» في حديثهم إلى «المساء» عن تذمرهم من غياب الأمن خلال هذه الهجمات المتكررة، التي تقع بالساحة مع كل لقاء كروي للمنتخب المغربي في مدينة مراكش، مشيرين إلى أن سيارات قوات التدخل السريع ظلت مرابضة أمام مركز البريد المقابل للساحة في غياب تعليمات للتدخل واستتباب الأمن لحظة الهجوم الذي كانت ساحة «مراكش بلازا» مسرحا له، حيث تركت استثمارات مهمة وسياحا و مواطنين مغاربة عزلا في مواجهة المئات من الشباب المنحرف والمخدر ب«السيلسيون» دون أن توفر لهم الحماية. وقال هؤلاء المواطنون في حديثهم ل«المساء» إن ساحة «مراكش بلازا» لم تنس بعد الهجوم الذي كانت قد تعرضت له بالحجارة قبل شهور قليلة من قبل منحرفين، وأن آثار الاعتداء على الساحة لازال باديا من خلال تكسير الواجهات الزجاجية لعدد من المتاجر والتجهيزات، في وقت لم تبد أجهزة الأمن في مراكش تعاملا خاصا مع هذه الساحة، وتكتفي في كل مرة بتثبيت مواكب لسيارات التدخل السريع أمام ساحة البريد دون تعليمات للتدخل، وهو ما يشجع عددا من المنحرفين على زرع الرعب والاعتداء على المارة والتحرش الجنسي بالفتيات والنساء وإشهار السلاح الأبيض وعلب «السيلسيون» تحت غطاء «تشجيع المنتخب الوطني».