انتخب المؤتمر السادس للكونغرس العالمي الأمازيغي فتحي بن خليفة، وهو من «الثوار» الليبيين، رئيسا لهذه المنظمة، خلفا للجزائري لوناس بلقاسم. ويعد خليفة من المعارضين السابقين لنظام معمر القذافي، مما اضطره إلى مغادرة ليبيا، حيث استقر في المغرب لفترة طويلة. ويراهن نشطاء الأمازيغية على هذا الشاب المقاول في وضع حد ل«التشتت» الذي يعانيه الصف الأمازيغي في مختلف مناطق شمال إفريقيا، بعدما تعرض الكونغرس العالمي الأمازيغي لعدة انشقاقات أثّرت على حضوره ومصداقيته. وقد تمكن فتحي بن خليفة، خلال فترة إقامته خارج ليبيا، من نسج علاقات مع جل نشطاء الأمازيغية في شمال إفريقيا، من اليمين واليسار والوسط. ويعرف عنه ابتعاده عن الخوض في «التفاصيل الصغيرة»، التي من شأنها أن تُساهم في زرع «الشقاق» في أوساط التيارات المُشكِّلة للخطاب الأمازيغي. وكان الرئيس الجزائري للمنظمة قد سبق له أن قام، رفقة قياديين آخرين من الكونغرس، بزيارات لليبيا -العقيد القذافي والتقى صاحب «الكتاب الأخضر» ووعده بأنه سيعلن عن خطوات وصفها بالجبّارة في مجال إعادة الاعتبار إلى الأمازيغية. وجاءت هذه الزيارات المتكررة بعد الخطوات الهامة التي أطلقها المغرب ل»المصالحة» مع المكون الأمازيغي في الهوية الوطنية. بن خليفة، في أول تصريحاته، بعد انتخابه رئيسا للكنونغرس العالمي الأمازيغي، انتقادات لاذعة إلى ما أسماه التيارات القومية العربية وقال إن شعوب المنطقة، في حراكها الحالي، تعمل على استرداد حقوقها. وقد اختتم المؤتمر السادس للكونغرس العالمي الأمازيغي، والذي لم يحظ بمواكبة إعلامية كما هو الشأن بالنسبة إلى المؤتمرات العالمية الأمازيغية السابقة التي عقدت في كل من جزر الكناري في إسبانيا وفرنسا، أشغاله يوم الأحد الماضي (2 أكتوبر الجاري) في جزيرة «جربة» التونسية. وأشار بلاغ للمنظمة إلى أن أشغال المؤتمر، الذي استمرت أعماله في المدة ما بين 29 شتنبر إلى 1 2 أكتوبر، تميّزت بحضور أمازيغي وصفه البلاغ بالهامّ وشمل ممثلي جمعيات أمازيغية وشخصيات من المغرب والجزائر وجزر الكناري والطوارق، مع مشاركة مكثفة من ثوار ليبيا، الأمازيغ، ولأول مرة، بمشاركة تونسية، وكذلك لأول مرة، وفد من قبائل «التبو»، الليبية. وإلى جانب هذه التمثيليات في صفوف نشطاء الأمازيغية، حضر المؤتمر مجموعة من ممثلي المنظمات الدولية، على رأسها وفود من «كاتالانيا» و»الكورسيك» ومبعوث عن الإتحاد الأوربي. وقد قرر المؤتمر أن يزيد من حصة تمثيل ليبيا في المجلس الفدرالي للمنظمة من مقعدين إلى 5 مقاعد ويخصص لتونس 5 مقاعد، بعد أن كانت غير ممثلة نهائياً.