أثناء الاستماع إلى المتهمين في قضية تفجير أركانة، عصر أول أمس الخميس، بمحكمة الإرهاب بسلا، طلب أحد المعتقلين ويدعى بطاح الكلمة من رئيس الجلسة التفت إلى عائلات الضحايا، وتقدم بالتعازي إليها، قبل أن تستهزئ منه والدة أحد الفرنسيين. وأقر بطاح بأنه يعرف المتهم حكيم الداح في إطار تعامل تجاري بأحد الأسواق في أسفي، ونفى تعاطيه الفكر الجهادي. واعترف بطاح بلقائه بالعثماني والداح في ليبيا، مؤكدا أنه كان يرغب في التوجه إلى أوربا لجلب السلع قصد إعادة بيعها، وأضاف بأنه تلقى خبر التفجير عن طريق القنوات التلفزية. واعترف بطاح بتوجهه رفقة الداح إلى كل من موريطانيا ومالي والجزائر، قصد الاتجار في الهواتف. وفي سؤال لرئيس الجلسة عن طريقة اعتقاله، أجاب بطاح أن أفراد قوات الأمن أخبروه بارتكابه حادثة سير بواسطة دراجته النارية، فنقلوه إلى مقر للأمن بأسفي، حيث قدم لهم التعازي في شأن عملية التفجيرات، على حد تعبيره. وصرح متهم في الملف أمام الهيئة القضائية بأنه سافر رفقة العثماني إلى تركيا. وأكد المتهم الذي يتابع في حالة سراح أن العثماني أكد له رغبته في التوجه إلى الشيشان قصد الجهاد. وأقر بأن العثماني سبق له أن ناقش معه قضايا تتعلق بالجهاد. ونفى المتابعون الآخرون التهم الموجهة إليهم من قبل النيابة العامة، والتي تتعلق بتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص وعلى سلامتهم وصنع ونقل واستعمال المتفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، كل حسب المنسوب إليه، وقام عدد من المتابعين بتقديم التعازي إلى عائلات الضحايا. وأرجأت غرفة الجنايات المكلفة بجرائم الإرهاب أول أمس الخميس البت في الملف إلى 6 من شهر أكتوبر الجاري لمرافعة هيئة الدفاع والنيابة العامة. من جهة أخرى، رفعت عائلات المتهمين في هذا الملف لافتات ضد مسؤولين حكوميين كتبت عليها «نحمّل الوزير الأول والعدل والداخلية مسؤولية اعتقال أبنائنا». ونظمت العائلات وقفة احتجاجية أمام غرفة الجنايات المكلفة بجرائم الإرهاب في سلا، وطالبت بالإفراج عن المعتقلين، بينما استنكرت عائلات الضحايا من الأجانب هذه المطالب. وهاجمت عائلات المتهمين مصورا كان يختبئ خلف شجرة، ادعت أنه تابع للأجهزة الأمنية، وسارعت قوات أمن إلى فض الاشتباك بين الطرفين، ووعدت العائلات بالتحقيق معه، وقامت بإدخاله إلى المحكمة، وأغلقت الباب الرئيسي. ونفى المتهم حكيم الداح علاقته بالأفعال الإجرامية، التي هزت مقهى أركانة بساحة جامع الفنا في مراكش، وذهب ضحيتها 17 شخصا، وأوضح بأنه لم يتحدث مع العثماني في قضية التفجيرات، بينما اعترف بمعرفته به ولقائه به في ليبيا. وأشهر رئيس الجلسة صورة تجمع العثماني بالداح قبل التفجيرات التي هزت المدينة الحمراء، فتدخل دفاع الداح وطالب رئيس الجلسة بذكر مصدر الصورة التي تجمع بين العثماني والداح، مؤكدا أن الصورة يصعب مناقشتها. وواصل الداح نفيه كل التهم الموجهة إليه، بما فيها اجتماع أفراد الشبكة بمنزله في مدينة أسفي، على الرغم من معرفة عدد من المتابعين له.