تسبب تأخير انعقاد لجنة الداخلية بمجلس النواب أول أمس في ارتباك أدى إلى انسحاب أعضاء فريق العدالة والتنمية من اللجنة. التأخير كان بسبب البحث عن توافقات تهم تعديلات القانون التنظيمي لمجلس النواب، حيث تم تقديم نسخ من التعديلات تهم مجموعة الأربع، هي حزب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة، إلى جانب تعديلات بعض فرق الأغلبية، هي الفريق الاشتراكي والفريق الاستقلالي وفريق تحالف القوى الديمقراطية، إضافة إلى تعديلات العدالة والتنمية، غير أن هذه التعديلات لم تكن نهائية، حيث بدأت تتوصل اللجنة بتعديلات إضافية. وترددت أنباء عن عدم رغبة الرباعي في إحراج وزارة الداخلية بتقديم تعديلات تهم المشروع، وسبق أن تم التوافق عليها، وأنها فعلت ذلك التزاما بالتوافق، في حين رأت بعض فرق الأغلبية أن التوافق لا يعني الاستغناء عن تعديلات تعتبرها جوهرية، وهذا ما دفع الفريق الاشتراكي إلى تقديم تعديلات خاصة به إلى جانب التعديلات المشتركة، خاصة ما يتعلق بحذف الفقرة الثانية من المادة 5 من مشروع القانون، التي تمنع ترشح النساء في اللائحة الوطنية مرتين. ولم يستسغ فريق العدالة والتنمية تأخير لقاء الداخلية، الذي كان مقررا في الساعة الخامسة إلى حدود الساعة السابعة و40 دقيقة، وبعد افتتاح اللقاء طلب محمد مبديع، باسم مجموعة الأربع، من أعضاء اللجنة تأجيل الاجتماع 24 ساعة إضافية لتعميق التشاور إزاء المشروع.وهو ما دفع لحسن الداودي، رئيس فريق العدالة والتنمية، إلى التدخل والقول بأنه تم الدخول في مرحلة «العبث بمصير البلاد، وبمصير المؤسسة البرلمانية، والنواب ليسوا كراكيز، حتى يستدعوا ليقال لهم انصرفوا، وبعد ذلك يطلب منهم الحضور، ليقال لهم مجددا انصرفوا. لقد وصلنا بهذه التصرفات محطة خطيرة، والشعب المغربي ينتظر الأمل، ونتساءل: هل لدينا أغلبية؟ هل لدينا حكومة؟، والجواب لا وجود لأغلبية، ومن ثم على الحكومة تقديم استقالتها». وأشار الدودي إلى أنه تجاوز القانون عبر قبوله خرق النظام الداخلي لمصلحة البلاد، مضيفا «قبلنا كمعارضة عقد جلسة عمومية ضدا على القانون دون انتظار توزيع التقارير، ونحن هذه المرة لن نقبل بالعبث، وعلى من أراد ذلك تحمل مسؤوليته، وسننسحب من أشغال اللجنة، على أساس أننا سنشارك في الجلسة العامة». وحاول مجموعة من رؤساء الفرق ثني العدالة والتنمية عن موقفه دون جدوى، وبعد ذلك رفع اللقاء لمدة خمس دقائق، وتحدث رؤساء الفرق إلى الداودي في بهو المجلس، كما شوهد الطيب الشرقاوي يتحدث إلى الداودي منفردا. وبعد ذلك عقد اللقاء من جديد، دون حضور العدالة والتنمية، غير أن رئيس اللجنة أكد أن اللقاء سيتأجل إلى الغد وسيحضر نواب العدالة والتنمية.