نفذت مجموعة من أسر الموقوفين على خلفية أحداث حريق سوق مليلية بمدينة وجدة، المتهمين بالسرقة والنهب والسطو على السلع والبضائع بالمحلات التجارية، وقفة احتجاجية، الأربعاء الماضي، أمام محكمة الاستنئاف بوجدة، للمطالبة بإطلاق سراح أبنائها ومحاكمتهم فرادى وليس في ملف جماعي يضم 57 متهما. كما طالبت العائلات بتقريب موعد جلسة محاكمة أبنائها التي تم تأجيل النظر فيها خلال جلسة ال 14 من الشهر الجاري، إلى ال 2 من نونبر المقبل. وطالبت العائلات ببراءة أبنائها، مؤكدة ألا علاقة لأبنائها بالتهم التي وجهت إليهم، وألا علاقة لهم بأحداث النهب التي شهدتها المدينة في ال26 من غشت الماضي خلال الحريق، مضيفة أن بعض المعتقلين لم يكونوا حاضرين أثناء الحريق بل كانوا بمنازلهم أو في أماكن بعيدة. يقول والد أحد المتهمين إن أحد رجال الحراسة الخاصة هو الذي ألقى القبض على ابنه الشاب البالغ من العمر 20 سنة، في حدود الساعة الثالثة صباحا حين كان بساحة مستعجلات مستشفى الفارابي، بعد عودته إلى البيت، وسلمه إلى رجال الأمن، حيث كان يحمل كيسا به كسوة العيد اقتناها بمبلغ مالي سلمه إليه والده وذلك بشهادة التاجر بائع الملابس. وأقسمت والدة معتقل آخر بأغلظ الأيمان إن ابنها الشاب لا يمكن أن يقدم على ما نسب إليه بحكم تربيته وأخلاقه، حيث كان وقت الأحداث نائما في البيت بعد عودته من عمله وأيقظته ليتناول سحوره ويستعد للخروج إلى العمل بحكم نشاطه كصباغ، وبمجرد خروجه على دراجته النارية، صادف عناصر قوات التدخل السريع بالحي الذي يسكنه قرب السوق المحروق وتم إيقافه. أب آخر أقسم إن ابنه تم اعتقاله، بعد زوال يوم الخميس في الوقت الذي اندلع الحريق الجمعة، فيما شقيقة معتقل قاصر نفت صلة شقيقها بما حصل. يشار إلى أن عناصر الأمن الولائي بوجدة، تمكنت من اعتقال 71 شخصا على خلفية الحريق المهول الذي عرفه سوق مليلية، بسبب تماس كهربائي، من بينهم 13 قاصرا أحيلوا على قسم الأحداث وجهت إليهم تهم القيام ب«أعمال نهب وسرقة وتخريب» لممتلكات الغير خلال الحريق الذي أتى على دكاكين سوق مليلية بوجدة بكامله، والتي فاق عددها 1068 رسمية وحوالي 400 عشوائية، حيث قدرت الخسائر بأكثر من 10 ملايير سنتيم، مع الإشارة إلى أن هذا السوق يعد من أكبر وأشهر الأسواق التجارية بالجهة الشرقية ويؤمن قوت عشرات الآلاف من الأسر. من جهة أخرى، تم اعتقال 4 تجار أحيلوا على المحكمة الابتدائية بوجدة، من أجل الاعتداء على رجال الشرطة، على خلفية أعمال شغب واعتداء على عناصر الأمن التي كانت مرابطة بمحيط السوق المحروق، حيث قامت مجموعة من الأشخاص برشقهم بوابل من الحجارة نتج عن ذلك إصابة أربعة عناصر من قوات التدخل السريع إصابات على مستوى الرأس نقلوا على إثرها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي الفارابي بوجدة، وتخريب إحدى سياراتهم وحافلة للنقل الحضري وسيارة خاصة.