خرجت مكونات حركة 20 فبراير في الجديدة وآزمور وسيدي بنور، من جديد، للاحتجاج، مساء أول أمس الأحد، عبر تنظيم وقفات احتجاجية ومسيرات جابت، بالخصوص، الأحياء الشعبية. ففي مدينة الجديدة، خرج عدد كبير من ناشطي الحركة في مسيرة بدت أكثرَ «تماسُكاً» من تلك التي نُظِّمت مؤخرا. وقد رفع خلالها المحتجون شعارات تنادي بإسقاط الفساد في العديد من القطاعات الحيوية، كما استنكر المحتجون الغلاء الفاحش لتكاليف الدخول المدرسي، الذي قالوا إنه بات يتضاعف سنة بعد أخرى، كما رفع الفبرايريون لافتات تفضح الأثمنة الباهظة والارتفاعات الصاروخية التي طالت المواد الغذائية الأساسية، كالزيت والسكر والشاي، في السنوات الأخيرة. كما ندّد المحتجون بغلاء فاتورتَيْ الماء والكهرباء على المواطن المغربي. ومن جديد، نالت أسرة الفاسي حظها من شعارات الاحتجاج، عبر ترديد المناصب الحساسة التي يحتلّها أفراد هذه العائلة داخل دواليب الحكومة المغربية. كما عبّر المحتجون عن تضامنهم مع الشعبيْن السوري والليبي، مطالبين بطرد السفير السوري من المغرب. لم ولم تنتهِ مسيرة الحركة، التي انطلقت في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأحد وجابت شارع محمد الخامس وحي البركاوي (الشعبي) وشارع الجامعة العربية، لتصل إلى نقطة الانطلاق من أمام المسرح البلدي، إلا في حدود الساعة التاسعة ليلا. أما في مدينة آزمور فقد رُفِعت صور الصحافي رشيد نيني بكثافة للمطالبة بإطلاق سراحه الفوري، حيث ردّد ناشطو حركة 20 فبراير في المدينة شعارات من قبيل «نيني في الزنزانة.. حيتْ فضح الخَوَنة».. و«الشرفاء في السُّجونْ.. والشّفارة في المجونْ». وكما تطالب بذلك شعارات الحركة عبر ربوع المغرب، طالب فبرايريو آزمور ب»إسقاط الفساد» وانتفضوا ضد الغلاء المعيشي وتدهور مستوى التنمية في المدينة، التي قالوا إنها باتت مهمشة. وفي أحد الشعارات، طالبت حركة 20 فبراير الباشا السابق لمدينة آزمور بإخلاء السكن الوظيفي، الذي قالوا إنه ما يزال يشغله، رغم تعيينه كاتبا عامّا لعمالة سيدي بنور. كما طالبوا بفتح تحقيق في صفقات المجلس البلدي وكذا بإيفاد لجنة تقَصٍّ للوقوف على فضائح نهب الرمال في المدينة من طرف بعض «اللوبيات»، التي استنزفت ثروة المدينة والبلاد. وطالب ناشطو الحركة عامل الإقليم بالالتفات إلى المدينة وببرمجة مشاريع تنموية حقيقية قادرة على امتصاص «جيوش» البطالة، المنتشرين في المدينة. وفي مدينة سيدي بنور، خرجت حشود المواطنين وناشطو حركة 20 فبراير للاحتجاج، من جديد، على الأوضاع المزرية التي تعيشها ساكنة المدينة. وقد حمّل المحتجون، في أغلب شعاراتهم، مسؤولية تردّي المستوى المعيشي في المدينة ونواحيها للمسؤولين القائمين على تسيير أمور المواطنين، من حكومة ووزراء ومؤسسات عمومية. ونعت المحتجون عددا من المسؤولين ب»الشفارة»، في أكثر من مناسبة، كما رفعوا صور «شهداء» الحركة، مطالبين بالضرب بيد من حديد على أيدي المتورطين في وفاتهم. كما ردّد المحتجون شعارات تُندّد بغلاء المعيشة وبتردّي البنية التحتية لإقليم سيدي بنور، الذي لم يشهد أي تغيير منذ أن أصبح عمالة مستقلة بذاتها. يذكر أن ناشطي 20 فبراير استعملوا، خلال هذه المسيرات، مكبرات الصوت، المحمولة على متن سيارات لنقل البضائع، كما عرفت مسيراتهم في هذه المدن الثلاث حضورا لافتا لكل مكونات الأمن، الذين كان عناصرها يُدوّنون كل صغيرة وكبيرة ويركزون على محتوى الشعارات واللافتات المرفوعة أثناء المسيرات، ولم تسجل المسيرات أي احتكاك لا مع الأمن ولا مع أي أطراف أخرى.