دولاران فقط هي قيمة لغم أرضي، أما تكلفة إزالته والتخلص منه فتقدر ب4 آلاف دولار، هذا ما يجعل مهمة الوحدة الرابعة للهندسة، وهي فرقة عسكرية تابعة للقوات الملكية المسلحة يوجد مقرها بمدينة العيون، صعبا بحكم إسناد مهمة إزالة الألغام بها. تضم هذه الفرقة عسكريين متخصصين في مسح حقول الألغام وتمهيد الطريق للنجود المشاة والدبابات قصد التقدم ميدانيا خلال العمليات العسكرية. هذه الوحدة تضم عسكريين لهم تكوين تقني وهندسي معقد على اعتبار أن عملية تمهيد الطريق للقوات المسلحة يتطلب خبرة تقنية وقدرة على استعمال ماسحات حقول الألغام، فضلا عن دراية هندسية بالمسالك والتضاريس لتسهيل مرور المركبات العسكرية. هذا العمل هو الأخطر على مستوى القوات المسلحة كلها، بحكم أن عناصر هذه الوحدة هم الذين يتقدمون وحدات المشاة والفيالق لتمهيد مسالكهم، ويكونون معرضين لخطر انفجارات الألغام أو قصف العدو. الصعوبات التي تواجه الوحدة الرابعة للهندسة تزداد حدة فيما يتعلق بنوع آخر من الألغام كشفت مصادر مطلعة أنه موجود بالمغرب، يتعلق الأمر بالألغام البحرية الموجودة بالأساس عند الشواطئ المغربية الجنوبية، ما بين الداخلة والكويرة. هذه الألغام زرقاء اللون بلون البحر، باهضة الكلفة، ومزودة بمغناطيس يمكن من الالتصاق بالسفن والقوارب وحتى الكائنات الحية التي تمر بالقرب منها، ثم تنفجر. عمدت القوات البحرية المسلحة الملكية إلى وضع هذه الألغام البحرية خلال الحرب مع البوليساريو، بهدف منع تحرك القوارب التي كانت قوات الجبهة تستعملها لاختراق المغرب من شواطئه الجنوبية التي ظلت مهجورة وغير خاضعة للمراقبة الأمنية. كما أن كميات الألغام البحرية بهذه المنطقة قليلة، كما يثبت نور الدين ضريف، الأمين العام السابق لجمعية ضحايا الصحراء، نظرا لارتفاع تكلفتها. النوع المنتشر بشكل أكبر في السواحل المغربية الجنوبية السفلى هي في الغالب ألغام «طوربيدية»، وهو نوع من الألغام تضل خامدة لا تتحرك ولا يمكن تنشيطها بإشارات من خارج الماء، كما هو حال ألغام أخرى، بل ينشط فقط في حال اقتراب جسم معين منه، يكون حديديا، بحكم أن هذا النوع من الألغام مزود بمغناطيس تنجذب بقوة بالأجزاء الحديدية بقوة قبل أن تنفجر مباشرة.