في ظل ترهل وغموض إستراتيجية الثوار وحلف الناتو للقضاء على النظام الليبي كان من الأجدر تدخل قوات برية مغربية من قبيل3eme RIM أو 6eme RIM لحسم المعارك خلال ساعات..
* تحقيق: الصحفي/ محمد فلالي كان من الطبيعي جدا أن تتواصل المواجهات العسكرية في ليبيا لأكثر من نصف سنة و على هذا النحو من العبثية والغموض بين 3 قوى عسكرية كل طرف فيها يريد رسم خريطة معاركه على مقاسه ويسعى لحسم الصراع لفائدته في ميدان حرب قد يطول أمدها و تجهل عواقبها.. ووفق أجندات وإملاءات خارجية عربية إسلامية كانت أم غربية إسرائيلية.. وبحسب ما يراه خبراء ومحللون جيوستراتيجيون، فالقوات العسكرية التابعة للقذافي التي كانت و لا تزال تتحكم في إدارة المعارك على اعتبارها هي من أشعل فتيلها منذ الساعات الأولى لنشوب النزاع، ليست بحجم القوات النظامية التي تدخل في قواميس الجيوش الدولية، فهي مجرد وحدات مسلحة غير خاضعة لتدريب ميداني محكم.. بما يجعلها بمنأى عن أي تمرد أو عصيان عسكري.. كما أن القذافي الذي انقلب على ولي نعمته الملك السنوسي في مستهل شتنبر من العام:1969، لا يعول كثيرا على خدمات الجيش النظامي لأنه كان يرى في ذلك خطرا على مستقبل حكمه وحتى لا تنطلي عليه نفس اللعبة فكان يخشى من تعرضه لأي انقلاب عسكري يزيحه من على كرسي الحكم بقوة السلاح.. إلى جانب كونه من مهندسي وممولي الانقلابات العسكرية و الثوار فيها بدول غرب إقريقيا، وإفريقيا الوسطى إيرلاندا الشمالية وأمريكا اللاتينية ودوره في تأسيس ما يسمى بجبهة البوليساريو ودعمه لها في تمردها ضد المغرب منتصف سبعينيات القرن المنصرم، فضلا عن أن الغرب لم يتردد ولو للحظة في تصنيف طرابلس ضمن لائحة الدول الراعية للإرهاب خاصة بعد تفجير الطائرة الأمريكية فوق مدينة ( لوكربي) الاسكدلندية والتي تبث تورط عناصر ليبية فيها، عوامل كانت لتزيد من توجسات القذافي حيال قيام الغرب بدعم العسكر الليبي خلال أي سيناريو انقلابي محتمل ضده، و بالتالي تدور عليه الدوائر يوما ما على النحو الذي يكابده اليوم.. وفي نفس السياق فالوحدات العسكرية الليبية خارت قواها في الحرب الحدودية على شريط (أوزو) مع التشاد خلال أوائل ثمانينيات القرن الماضي حيث فشلت في السيطرة على الشريط الذي ضمته قوات نجامينا بدعم من فرنسا التي كانت تساند صديقها التقليدي ووكيل مستعمرتها (حسين هبري). علاوة على أن الضربة العسكرية القاصمة التي تلقاها نظام ليبيا في العام:1986، من قبل إدارة واشنطن على عهد الرئيس ريغان خلال قصف جوي طال مقر إقامة القذافي.. كشفت عن زيف الجيش الليبي المزعوم الذي لم تستطع مضاداته الأرضية من صد هجوم الغارة الأمريكية وقتها.. على النقيض من ذلك فالزعيم الليبي لم يدخر وسعا في توفير جميع الإمكانات المادية اللازمة من أجل تكوين قوات خاصة وألوية تحت إمرة نجله خميس، الذي تلقى تكوينه العسكري بروسياالبيضاء.. مهمة هذه الوحدات التي يتشكل معظم عناصرها من جنسيات مختلفة إفريقية وأمريكية لاتينية، في حمل السلاح فقط لحماية النظام الليبي وبخاصة القذافي وعائلته، كما أن عناصر حرسه الخاص لا يشدون عن هذه القاعدة باستقطاب الجنس الناعم الأجنبي(فتيات) في حمل السلاح والاستماتة في الدفاع وحماية جسد القذافي من أي مكروه أو أذى قد يتهدده. جميع هذه الفرق المسلحة تتميز بخبرة عسكرية متواضعة من قبيل "كمندوهات" خاصة يتجلى دورها فقط في المهمات السريعة والخاطفة لا يتجاوز نطاق عملها مربع باب العزيزية.. كما أن قواته الجوية والبحرية محدودة للغاية وينحصر محور اشتغالها في الدفاع عن النظام الليبي وتحصيناته.. وهو ما حاول استيعابه نظام طرابلس أول الأمر.. فمنذ الشرارة الأولى لاندلاع الثورة بليبيا سارع القذافي إلى تجنيد واستقطاب العديد من المرتزقة الأفارقة وغيرهم، بعدما تمكنت قواته من الإطباق على جميع مخازن ومراكز تموين الأسلحة لديها، من آليات ومدرعات ومدافع ( كراد) و(لورك ستالين) ودبابات(BM48)الروسية الصنع، فضلا عن إحكام سيطرتها على قواعد الطائرات والمروحيات الحربية.. إلى جانب تهريب الأسلحة عبر مافيات السوق السوداء من روسيا الاتحادية والصين وكذا إيران، التي قيل إنها دخلت مؤخرا على خط المعارك لتصفية حساباتها مع عدوها الأول أمريكا كما تزعم دائما بما يخدم مصالحها. على الرغم من أن إدارة طهران، في شنآن مستمر مع القذافي، على خلفية اختفاء أحد رموز مرجعياتها الدينية والسياسية بلبنان الزعيم( الشيعي) موسى الصدر في ليبيا، مستهل ثمانينيات القرن الماضي.
وفي أول ظهور له، تحت ضغط الحراك الشعبي الواسع بليبيا، وتنفيذا لما توعد به خلال خطابه الشهير(زنكة-زنكة) الذي بثته قناة "الجماهيرية" الرسمية وتناقلته باقي وسائل الإعلام العالمية.. استطاع القذافي أن يظهر لشعبه مدى الوحشية والقسوة في التعامل معه بلغة واحدة ألا وهي (الحديد والنار) عبر صوت الرشاش ودوي المدافع. في سياق تكريس ما يصطلح عليه في أبجديات العسكر بقبضة اليد LAPRISE EN MAIN)..) لكن غالبية الشعب الليبي لم تخفه التهديدات الرعناء للقذافي، فقرر اللاعودة وخوض النزال على الرغم من تكلفته الباهظة.. تشكلت عناصر المقاومة الليبية من شباب وكهول يفتقد جلهم للمراس العسكري، لكن يحدوهم أمل كبير في النصر على كتائب عدو كان بالأمس القريب زعيما لهم و بالتالي إسقاط نظامه الذي جثم على صدورهم على مدار أزيد من أربعة عقود. في وقت أجمع أغلب المراقبين على أن القذافي فقد شرعيته بإطلاقه لأول رصاصة في وجه شعبه.. لا بل فقدها لتوه في أعقاب قيامه بإبادة جماعية لمواطنين عزل آمنين في منازلهم.. ليبدأ السجال وتبدأ معه رحى الحرب في دورانها.. الحصيلة كانت ثقيلة في صفوف الثوار و المدنيين لأن الآلة الحربية لجيش القذافي لم تفرق بين مسلح وأعزل، فضاقت غرف المستشفيات بالجرحى وارتفعت حصيلة الشهداء.. وضع زاد من تصميم وعزيمة الشعب في مواصلة المواجهة مهما كان حجم التضحيات..؟ في بداية المواجهات- المسلحة دخل الثوار ساحة المعركة بنفسية مهزوزة بحكم أن غالبية الذين انخرطوا في العمل المسلح ضمن قافلة المقاومة يفتقدون للخبرة والتجربة العسكرية.. أيضا فالأسلحة المتوفرة لديهم لم تكن متطورة بما يكفي لمجابهة فلول القذافي.. من جانبها فطبيعة الجغرافية الليبية ذات الطابع الصحراوي بأراضي شاسعة ومكشوفة(TERRAIN DEGAGE).. حولت المتمردين إلى صيد سهل ولقمة سائغة بأيدي عصابات القذافي، التي كانت تعتمد على القصف الجوي وقذائف المدفعية الثقيلة.. حاول الثوار اعتماد حرب العصابات (la guérilla) كاستراتيجيه عسكرية وذلك بالقيام بالعمليات المسترسلة الخاطفة والسريعة ثم الانكفاء إلى الوراء كانسحاب تكتيكي وقائي (Tactique de recule) بغرض إعادة ترتيب صفوف المقاومة واستبدالها بمجموعات أخرى، حتى لا يعطى مجال أوسع لمرتزقة النظام لتنعم بالراحة بخلق الصداع لدى عناصرها و بالتالي إنهاك قواها.. إستراتيجية حرب العصابات هذه لم تأتي أكلها على الوجه المأمول، لأن الثوار كانوا يتحركون مشاة وركبانا على مثن سيارات مدنية بلا مرشدين عسكريين(gutteurs) وسط مساحات - مجردة من أي تضاريس مرتفعة أو غطاء نباتي- دون اعتماد اللون الموازي لطبيعة الرمال في البزّات وكذا الآليات، الأمر الذي يحول دون المناورة و الاختباء الحر بائي و التكيف وعناصر الطبيعة وهو ما يطلق عليه عسكريا ب(camouflage)، لتفادي القصف الجوي للطائرات الحربية التابعة لقوات القذافي.. كما أن الثوار يفتقدون للعتاد اللازم من دفاعات و مضادات أرضية وبطاريات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات وغيرها.. عدا أسلحة بسيطة قديمة الصنع من قبيل (Quatorze-cinq.14/5) و(14/7/Quatorze-sept و23ملم)، والبعض من المدافع المحمولة من صنف الهاون120 ملم (HAWN/120mm) أو مدافع المورتر(MORTER) ، غنم الثوار القليل منها في أعقاب الاشتباكات التي كانت تندلع بين الفينة والأخرى. وبعضها الآخر يأتي عن طريق التهريب، خاصة من دول قريبة كالجزائر التي يسعى نظامها جاهدا و في سباق مع الزمن لدعم الزعيم الليبي الذي ساند بالأمس القريب قصر "المرادية" في صناعة كيان انفصالي فوق الأراضي المغربية بتندوف. ما ساعد إلى حد كبير في إطالة عمر المواجهات العسكرية وزاد من تعقيدات المهمة، بحيث أصبحت فكرة الإطاحة بنظام القذافي أمرا مستبعدا وغير وارد في الوقت الراهن.. على الرغم من النداءات الدولية المطالبة بتنحي الزعيم الليبي.. من جانبها، قطر لم تتردد ولو للحظة في الوقوف إلى جانب المقاومة الليبية حتى في مجال تصدير النفط من داخل المنشآت المتواجدة تحت قبضة الثوار بمدن كمسراطة، اجدابيا ولبريبكة، وكذا تقديم الدعم السياسي للمجلس الوطني الانتقالي الذي حصد تأييدا دوليا منقطع النظير.. باستثناء روسيا و الصين اللذان يرفضان التدخل العسكري في طرابلس، بيد أنهما لا يغردان خارج السرب الدولي المطالب برحيل القذافي كحل لتوقف نزيف الدم بليبيا وعودة الاستقرار فيها باستبدال حكم ديكتاتوري، شمولي سطرت أبجديات فكره الجنوني في و احدة من مهازل القوانين الوضعية التاريخية في القرن الحادي و العشرين من خلال مؤلفه(الكتاب الأخضر)، بآخر ديمقراطي تشاركي على النحو الذي يأمله ويتطلع إليه الشعب الليبي وقيادته الثورية الجديدة. يأتي الطرف الثالث في المعادلة، وهو حلف (الناتو) الذي تلقى تفويضا مباشرا من قبل مجلس الأمن من أجل تنفيذ البند السابع المتعلق باستعمال القوة العسكرية ضد تحصينات القذافي، لشل تحركات (أرتاله) العسكرية خلال أي هجوم تقدم عليه بحق أبناء الشعب الليبي بما في ذلك الثوار.. جاء ذلك نزولا عند رغبة مجموعة الاتصال الدولية، التي تتخذ من العاصمة الفرنسة باريس مقرا مؤقتا لها و التي شاركت فيها 3دول عربية هي المغرب، والإمارات العربية المتحدة وقطر.. من أجل اعتماد حصار عسكري على الأجواء الليبية، لكبح جماح سلاح الطيران التابع لإدارة طرابلس وشل حركة الملاحة الجوية لديها.. فدخول ( الناتو) على خط المواجهات، من خلال طلعاته الجوية المغيرة يوميا وعلى مدار الساعة على تحصينات القذافي العسكرية وكذا مقرات الإقامة الخاصة بنظام حكمه، منذ منتصف مارس الماضي أعطى الدفعة القوية للمقاومة الليبية التي حظيت أخيرا بغطاء جوي دولي لحلف الناتو.. ما ساهم في توسيع دائرة الانتشار و المناورة العسكرية لدى الثوار، وساعدهم على التقدم التكتيكي العسكري خلال تحريرهم لمدن كانت تحت سيطرة كتائب القذافي .. ديبلوماسيا، و على الرغم من سياسة المرونة التي حاول قصر(شون زيليزي) نهجها في التعامل مع النظام الليبي.. للتهدئة من روع القذافي خاصة بعد تهديدات نجله سيف الإسلام بشأن الكشف عن صفقة الدعم الليبي لساركوزي خلال حملته الانتخابية بفرنسا، على خلفية اعتراف ساركوزي بالمجلس الوطني الانتقالي .. لكن سرعان ما عادت باريس لتأكيد موقفها الداعم للثوار وذلك من خلال فتح سفارة للمجلس الوطني الانتقالي لديها.. على النقيض من ذلك، لم تتردد كاركاس وهافانا ومنذ اندلاع الأزمة في تبني الطرح التفاوضي بين القذافي والثوار.. وساطات وأخرى لم تصمد كثيرا أمام الرياح الدولية المنادية برحيل الزعيم الليبي كشرط أساس لإجراء أي مفاوضات أو مصالحة بين الفرقاء الليبيين... وفي ذروة الاحتقان العسكري الذي تشهده الجماهيرية العظمى، يتساءل كثيرون حول الجهة التي تسعى لإطالة عمر الآلة الحربية في ليبيا ومن المستفيد من ذلك؟؟ وهل بالفعل المقاومة بإستراتيجيتها الحالية و حلف الناتو بغاراته، التي وصفت بالعشوائية، قادران حتى اللحظة على الإطاحة بنظام القذافي واقتلاع جذوره من أسفل الدهاليز الأرضية التي يختبأ فيها؟؟ وكيف السبيل إذن، للتسريع من مهمة عسكرية طال أمدها من أجل القضاء على نظام إرهابي استعصت على الجميع إزاحته؟؟ فاستدامة النزاع بليبيا يمنح المزيد من جرعات الحياة للنظام فيها و يجعله يراهن كثيرا على عامل الوقت، ليدب اليأس في نفوس المتمردين الذين ينقصهم السلاح والتجربة.. فطبيعي جدا أن تتحكم فلول القذافي في زمام الأمور في عدة مدن من ليبيا، إذ تحاول إحكام سيطرتها على القلعة في الجبل الغربي واقتحام مدنا ومناطق (كزنتان) و(بير الغنم ) ومحاصرة مسراطة شرق طرابلس.. ضغط عسكري ونفسي على المقاومة لإرغامها على الجنوح للسلم والمفاوضات، خاصة وأن غالبية الشعب الليبي سئم أجواء الرصاص و الدماء، وأصبح يرنو للعيش تحت رحمة أي حكم يحقق له الأمن والاستقرار، مادامت غيوم الحرب لم تنجلي بعد في ظل استمرار أداء المقاومة على هذا النحو من الفتور و الترهل، ما فاقم من توجس المواطن الليبي، خاصة في أعقاب مقتل القائد العسكري للثوار اللواء عبد الفتاح يونس من قبل الثوار أنفسهم.. رياح الإحباط هذه تجري بما تشتهيه سفن القدافي الذي ما فتئ يلعب على حبل الانقسامات داخل المقاومة وكذا معانات وجراح الشعب الليبي، بزرع الخوف والهلع في صفوف أفراده الذين يخشون من استمرار الحرب إلى آجال غير معلنة.. أيضا فعبقرية الزعيم تفتقت، فاستأسد هذه المرة في إعلان الحرب على أوروبا و التهديد بتحويل مدنا فيها إلى أهداف للعمليات الانتحارية، وهو ما لمسه أغلب المتبعين من خلال تصريحاته العنترية الأخيرة.. ملوحا باستمرار العمل العسكري حتى الموت أو النصر على حد وصفه.. وعلى إيقاع سيناريو الشد والجذب بين 3 قوى، تحكمها لغة المتناقضات في أتون سجال لا تزال آلة الحرب هي سيدة الموقف فيه، يبدو جليا بأن، لا الثوار بإستراتيجيتهم الحالية الهشة وبعتادهم القليل وخبرتهم المحدودة ولا حلف الناتو بغاراته العبثية يستطيعون إنهاء معانات الشعب الليبي الذي يتوق لنهاية حتمية لهذه المأساة خلال مدة زمنية وجيزة، لا تقبل أي مزايدات سياسية وعسكرية، من قبل المتلاعبين و العابثين بمستقبل هذا البلد العربي الغني بثرواته النفطية، خاصة وأن أعين الولاياتالمتحدة والغرب باتت شاخصة على الكعكة الليبية.. قوى لا تجد حرجا في إبقاء الوضع هناك على حاله كواحدة من أكبر بؤر التوتر اشتعالا بعالمنا العربي والإسلامي، تكريسا لإستراتيجية الفوضى الخلاقة، التي يعتمدها التدخل الغربي لتثبيت نفوذه بالمنطقة دون المجازفة هذه المرة بقوات برية للخروج من الحرب بأقل تكلفة على عكس التجربة العراقية والأفغانية.
ومن وجهة نظري كباحث في الميدان العسكري، أرى أنه لو فسح المجال لتدخل الفيلق السادس للمشاة المتنقلة 6eme RIMأو الفيلق الثالث للمشاة المتنقلة 3eme RIM التابعين للقوات المسلحة الملكية المغربية، بحكم تجربتهما الميدانية في حرب الرمال والصحراء، ونظرا لوجود أوجه التطابق بين طبيعة الصحراء المغربية وكذا نظيرتها بليبيا، سيسهل حتما المهمة العسكرية على هكذا قوات مغربية، مشهود لها بالروح القتالية والقدرة على المناورة وكذا التكيف و التأقلم مع قساوة الطبيعة الصحراوية.. قوات برية تكون مدعومة بفرقة كوماندوس، من نخبة الجنود المظليين محمولة على طائرات خاصة وأخرى جوية لمنح الغطاء خلال تقدم الفيلق المفترض. تتقدمه فرقة كاسحة للألغام المزروعة تابعة لشعبة الهندسة/GENIE المتخصصة في إزالة وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة، التي دفنتها فلول القذافي. وبطبيعة الحال أي هجوم يكون بتوجيه وتدليل من قبل الثوار باعتبارهم أصحاب الأرض.. إستراتيجية حربية ناذرة ستحسم المعارك خلال أيام قليلة بل ساعات وسيتم العثور على القذافي حيا أو ميتا، إذا كان هناك تواجد حقيقي للزعيم في ليبيا؟.. ذلك، ولأن حرب العصابات التي يعتمدها الثوار بتكتيكات الفر والكر، لا تجدي نفعا في بيئة طبيعة الجغرافيا فيها صحراوية ومكشوفة، خالية من أية مرتفعات أو غطاء نباتي كثيف، لا تخلو من كمائن(Embuscades) قوات القذافي.. بما يعقد من عمليات الهجوم والانكفاء ويحول دون الاختباء والتخفي بالتكيف مع عناصر الطبيعة.. على عكس ما كان يقع بحروب العصابات بكل من الفيتنام وجنوب لبنان حيث الأدغال والأودية والجبال.. لا يختلف اثنان في كون أن جيش نظامي، من قبيل الفيلقين العسكريين 3EME RIM أو 6EME RIM، التابعين للقوات المسلحة الملكية المغربية باستطاعة أحدهما أو كلاهما إحداث المفاجئة بقلب موازين القوى وترجيح الكفة لصالح المقاومة التي تسندها الشرعية الدولية..عدا ذلك سيتسمر الآلة الحربية في حصد مزيد من الأرواح في صفوف المدنيين العزل، في ظل إصرار أغنياء الحرب الذين يختبئون خلف 3 قوى متضاربة الإستراتيجية والأهداف.. فلول القذافي من جانب والمقاومة وكذا حلف (الناتو) من جانب آخر، الذين يراهنون على استدامة الحرب إلى أمد طويل لجني المزيد من الثراء والكسب السريع على مذبح استمرار الأزمة. التي لاتزال تراوح مكانها. [email protected] *باحث في الميدان العسكري (ضابط صف/ دركي سابق)