كانت السائحة الأجنبية قد اكترت الفيلا المذكورة رفقة شخص آخر بغية قضاء عدة أيام فيها، لكن الوسيط المكلف بعملية الكراء لم يبادر في الوقت المناسب إلى إخبار السلطات المعنية بأسماء الموجودين داخل المنزل، وهو ما أدى إلى تعقيد مأمورية المحققين في البحث عن هوية رفيق الضحية عثرت مصالح الدرك الملكي بجماعة مير اللفت بإقليم سيدي إفني على جثة سائحة بولندية مضرجة في دمائها بإحدى الفيلات المطلة على شاطئ البحر بودادية مير اللفت. وأفادت مصادر «المساء» بأن الرائحة الكريهة المنبعثة من الفيلا المعدة للكراء تسربت إلى أنوف بعض الأشخاص القاطنين بالمنطقة، وفرضت عليهم إخبار السلطات المحلية، التي استصدرت أمرا فوريا من النيابة العامة للسماح لها بدخول المنزل رفقة رجال الدرك الملكي بسرية مير اللفت. وأضافت المصادر أن السائحة المقتولة فارقت الحياة قبل خمسة أيام على الأقل من يوم اكتشاف جثتها، مما أدى إلى ظهور بوادر التحلل في جثتها. كما وُجِدَتْ مُمددة على الأرض ورقبتها ملطخة بكثير من الدماء، فضلا عن الدماء التي سالت بمحيط الغرفة حيث فارقت الحياة، وهو ما يرجح فرضية قتلها في ظروف لا تزال غامضة إلى حد الآن. ومباشرة بعد الإبلاغ بالحادث، حدثت حالة من الاستنفار في صفوف الأجهزة المختلفة، وهرعت عدة فرق أمنية إلى عين المكان. كما حضر مسؤولون أمنيون من مختلف الرتب العسكرية ورجال السلطة المحلية وأعوانها وفرقة التشخيص القضائي من مدينة أكادير، وأشرفوا جميعا على نقل جثمان الضحية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي لأكادير، فيما باشر المحققون جملة من التحريات الميدانية، وقاموا بحملة تمشيط واسعة بالمكان واستمعوا إلى عدد من الأفراد، كما عملوا على توثيق جميع تفاصيل الحادث بالصور الفوتوغرافية، وأوقفوا عدة أشخاص على ذمة التحقيق، بينهم أحد السماسرة الذي سهل مأمورية كراء الفيلا المذكورة للأجنبية رفقة شخص آخر من جنسية مغربية لا تزال هويته مجهولة إلى حد الآن. وكانت السائحة الأجنبية قد اكترت الفيلا المذكورة رفقة شخص آخر بغية قضاء عدة أيام فيها، لكن الوسيط المكلف بعملية الكراء لم يبادر في الوقت المناسب إلى إخبار السلطات المعنية بأسماء الموجودين داخل المنزل، وهو ما أدى إلى تعقيد مأمورية المحققين في البحث عن هوية رفيق الضحية، الذي يعتقد أن له صلة مباشرة بالحادث، خاصة أنه اختفى عن الأنظار منذ عدة أيام. كما تعقدت الأمور أكثر بعد اكتشاف أن «الفيلا» المذكورة تعود ملكيتها إلى مسؤول رفيع المستوى لم تتمكن «المساء» من معرفة اسمه ولا مكان عمله، بسبب التكتم الشديد على هوية صاحبها، لكن مصادر أخرى أوضحت بأن صاحب المنزل لا علاقة له بالحادث على اعتبار أن المنطقة معروفة بكراء المنازل المتوسطة والفاخرة على مدار السنة لفائدة السياح المغاربة والأجانب، بحكم الطابع السياحي للمنطقة، ولأن معظم أرباب المساكن المعدة للكراء يقطنون خارج المنطقة، ويستعينون بخدمات السماسرة الذين يتكلفون بتدبير شؤون الكراء على مدار السنة. وقد أثار الحادث جملة من التساؤلات بخصوص مدى تمكن السلطات المعنية من مراقبة جميع عمليات الكراء التي تتم بجماعة ميراللفت، ومدى التزام ملاَّكي دور الكراء بالتصريح بجميع أسماء المستفيدين من خدمات الإيواء لديهم، خاصة أن جماعة مير اللفت تشهد إقبالا منقطع النظير للسياح الأجانب من مختلف الجنسيات، فيما ينتظر أن تعرف القضية تطورات أخرى، بعد الانتهاء من تدقيق المعطيات الميدانية، واكتشاف هوية رفيق الضحية، والانتهاء من معرفة جميع الملابسات المحيطة بالحادث.