قال مهنيون إن الاستثمار في الطاقات المتجددة هو أحد أهم السبل لتنمية اقتصاديات الدول السائرة في طريق النمو، واعتبرت سيلفي فورن أن المغرب له إمكانيات هائلة لتوفير وظائف في إطار ما يصطلح عليه بالاقتصاد الأخضر الذي يقصد به الأنشطة الصناعية التي لا تسبب تلوثا للبيئة. وأضافت فورن وهي مديرة معرض «بوليتيك» الخاص بتجهيزات وتكنولوجيا وخدمات البيئة، خلال ندوة صحفية أقيمت بالدارالبيضاء أول أمس الثلاثاء، أن المغرب شهد طفرة نوعية خلال السنين الأخيرة في مجال المحافظة على البيئة والانخراط في الاستثمار الأخضر، حيث أعطيت الانطلاقة لتنفيذ مشاريع ضخمة خاصة المشروع الطموح لإنتاج الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إعادة هيكلة النقل الجماعي بالاعتماد على تقنيات غير ملوثة للبيئة مثل استعمال شريحة كبيرة من السكان بمدينة الرباط وبعدها الدارالبيضاء الطرامواي وبعد بضع سنوات سيأتي ال«تي جي في» الرابط بين الدارالبيضاء وطنجة، وهناك كذلك عدة شركات تؤسس حاليا بشراكة مع مقاولات أجنبية تنشط في هذه المجالات غير الملوثة من أجل مساعدتها على الاستثمار في قطاع الماء أو التطهير أو الطاقات المتجددة، مؤكدة أن هناك حركية بالمغرب في هذا المجال، باستثماره مبالغ ضخمة في الاقتصاد الأخضر، وهو استثمار ذكي باعتبار أن المملكة تملك طاقات كبيرة في هذا القطاع ويجب الاستفادة منها، وحسب تقديرات الخبراء يمتلك المغرب إمكانيات كبيرة من الطاقة الهوائية والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة، ورغم كلفة هذه الاستثمارات الكبيرة في مثل هذه القطاعات لكن المغرب سيستفيد من نتائج ذلك على المدى الطويل، تقول فورن . الندوة التي خصصت لتقديم الدورة الثالثة لمعرض«بوليتيك»، أشار خلالها عبد الرحمان وردان، وهو أحد منظمي المعرض، إلى أن «بوليتيك» ستحتضنه العاصمة الاقتصادية خلال الشهر المقبل، حيث من المنتظر أن يجمع أزيد من 400 عارض من المغرب ومن الخارج، في مجالات الماء والنفايات والطاقة والوقاية من الأخطار والتنمية المستديمة، ويرتقب زيارة أكثر من 8000 زائر مهني ينتمون للإدارات والجماعات المحلية والصناعة ومهنيي قطاع البيئة والبناء والأشغال العمومية والخدمات، وستتميز دورة 2011 كذلك بتعبئة كبيرة من طرف المؤسسات الحكومية، فللسنة الثالثة على التوالي ينظم «بوليتيك» تحت رعاية كتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة، وتحظى أيضا هذه السنة بدعم وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، ووزارة التجارة الخارجية، ووزارة الإسكان، يضيف وردان، كما ستنظم خلال فترة المعرض ندوات وأوراش وموائد مستديرة حول محاور الماء والطاقة ومعالجة النفايات والتلوث، ومن بين المواضيع التي سيناقشها المهنيون، المشاريع الجهوية في خدمة حماية البيئة وتنمية الاقتصاد الأخضر، وأخرى حول الانعكاس الصحي لمختلف أنواع التلوث، ومحور المدن الجديدة بالمغرب بين سياسة التعمير والتنمية المستدامة، ثم تدبير وتجميع النفايات بالمغرب.