تعيش مدينة ابن سليمان على وقع احتجاج العاطلين والعاملين المؤقتين والموسميين ضد الوضع «المتردي» لقطاع الشغل والوظيفة بالإقليم، حيث ينظمون يوميا وقفات احتجاجية مطالبين بفرص للشغل، بعضها أمام بلدية وعمالة ابن سليمان، والبعض الآخر وسط شارع الحسن الثاني، فيما نظم آخرون مسيرات احتجاجية بالشارع الوحيد، ومنهم من بات يترصد المنتخبين المستشارين بالبلدية من أجل محاكمتهم محاكمات رمزية على مسمع ومرأى من العموم. ونظم العمال الموسميون وقفات احتجاجية أمام مقر العمالة، حيث قرروا طرد كل مستشاريها، وظلت عدة ملفات عالقة تنتظر التسوية أو التوقيع، بينما اختارت حركة المصير للمعطلين الحاصلين على الإجازة الاعتصام أمام أحد أبواب مقر العمالة منذ أزيد من شهرين، حيث نصب الضحايا خيمة إلى حين توظيفهم، فتارة ينظمون وقفات أمام العمالة أو مسيرات أو وقفات، علما أن من بينهم شباب تجاوزوا الأربعين سنة، بعضهم يهدد بإضرام النار في جسده في حال عدم الاستجابة لطلبهم. ولجأت مجموعة من عمال وعاملات الإنعاش العاملين بالإدارات (منهم من عمل لأزيد من 25 سنة)، إلى الاعتصام أمام الباب الثاني لمقر العمالة، حيث حملت النساء أطفالها للمبيت في الخلاء تحت خيمة صنعت بالأغطية المنزلية. مطلب هذه الفئة كما صرحوا ل«المساء» هو إدماجهم في سلك الوظيفة العمومية، وإنقاذهم من بطاقة الإنعاش الوطني التي لا توفر لهم سوى راتب هزيل (1300 درهم شهريا) بلا زيادة ولا تقاعد ولا تعويضات عن الأطفال ولا تغطية صحية.. واعتبروا أن المناصب الشاغرة ببعض الجماعات المحلية هم أولى بها بحكم عملهم بتلك الجماعات وتجربتهم. كما انتفض العمال الموسميون ضد المجلس البلدي للمدينة، مطالبين بعودتهم للشغل، ومنددين بما وصفوه ب«تلاعب» بعض المستشارين بالغلاف المالي المرصود لهم، وطالبوا بإيفاد لجن للتحقيق في تلك المبالغ المالية. وتوصلت «المساء» بشكايات مختلفة من شباب منتمين إلى كل هذه الفئات أكدوا أن هناك موظفين أشباحا بعدة إدارات منهم زوجات منتمين إلى أسر بعض المحسوبين على منتخبين وعلى بعض الجهات النافذة ومنهم منتمون لهيئات حزبية. وطالبوا بلجنة مركزية للتحقيق في أسماء وهويات المستفيدين من أكشاك ومأذونيات وبطاقات الإنعاش الوطني وبقع أرضية بمنطقة الأنشطة الصناعية، فقد تفاقمت أزمة الشغل بمدينة ابن سليمان بسبب فشل مشروع منطقة الأنشطة الاقتصادية، مما أدى إلى تزايد عدد العاطلين من الشباب حاملي الشهادات العليا. ونفى مصدر مسؤول من داخل بلدية ابن سليمان حدوث أي خرق أو تجاوز في عملية تشغيل العمال الموسميين وأكد على نزاهة العملية واستعداد البلدية لأي محاسبة. وعلمت «المساء» أن عامل عمالة ابن سليمان شكل مؤخرا لجنة إقليمية بها منتخبون ورجال ونساء سلطة، عهد إليهم إحصاء عدد المناصب الشاغرة بالإقليم داخل كل الجماعات المحلية والمجلس الإقليمي والتي حددت في 61 منصبا. كما تمت مراسلة وزير الداخلية بشأن بعث لجنة مركزية للإشراف على تنظيم مباراة لملء تلك المناصب، وتم بعث ملتمس إلى الوزير الأول عباس الفاسي، لجعل تلك المباراة محلية يستفيد منها المعطلون من أبناء وبنات الإقليم.