بشكل مفاجئ، شرعت عناصر الأمن المكلفة بخفر الحدود الوهمية بين الناظور ومليلية في وضع أقنعة واقية على وجوهها، الشيء الذي اعتبره المترددون على هذا المعبر سلوكا عنصريا استفزازيا. وكان ظهور عناصر خفر الحدود الإسبان مرتدية أقنعة صحية، يوم السبت الماضي، قد صادف احتفال الحكومة الإسبانية بالذكرى ال514 لاحتلال مليلية (17 شتنبر من سنة 1497)، مما فسره سكان الناظور بكونه سلوكا غير بريء. وقد نشبت مشادة بين خفر الحدود الإسبان، من جهة، ومسلمي مليلية وعدد من المُهرِّبين الذين يقطعون هذا المعبر الحدودي الوهمي بشكل يومي، من جهة أخرى. ودعا خوان خوسي إمبوردا، رئيس حكومة الوجود الإسباني في مليلية «الائتلاف من أجل مليلية»، الذي أشرف على تنظيم الاحتفالات، إلى «عدم السماح بالمظاهرات التي قد تُشوّش على الاحتفالات بالمناسبة»، كما التمس إمبوردا من مواطنيه الإسبان عدم الخوض في موضوع تشكُّل الهوية المحلية، وقال إن من شأن ذلك أن يعطي فرصة لوسائل الإعلام المغربية للتشكيك في ما يعتبره «إسبانية» المدينة. وكان عدد من سكان الناظور قد خرجوا للاحتجاج، مساء نفس اليوم، على استمرار احتلال هذه المدينة المغربية لأزيد من خمسة قرون وعلى المعاملة السيئة التي أصبحوا يُعامَلون بها من طرف أجهزة الأمن الإسبانية. وتجدر الإشارة إلى أن أزيد من 1000 مغربي مقيمين في مليلية كانوا قد احتجوا، يوم السبت ما قبل الماضي، على قرار مفوضية الحكومة الإسبانية منع إدخال مؤونتهم، من لحوم وخضر. وقد اعتبرت اللجنة الإسلامية في مليلية أن «الغاية من ذلك هي محاولة إسبانيا قطع أواصر سكان مليلية من ذوي الأصول المغربية مع بلدهم الأصلي». وعلى العكس تماما من كل «التأويلات السلبية» للسلوك الإسباني، أكد الناشط الحقوقي شكيب الخياري أن «ارتداء الأقنعة لا علاقة له بأي تصرف عنصري، ما لم يثبت العكس، بل هو إجراء طبي وقائي من المفروض أن يقوم به الإسبان وحتى المغاربة في الأماكن التي تعرف اكتظاظا بشريا». وأضاف الخياري أن «المعبر بين الناظور ومليلية يعبره يوميا أزيد من 20 ألفا من الناس، مما يجعل حرس الحدود، مغاربة أو إسبانا، مُعرَّضين للإصابات بالأمراض المتنقلة عبر الجهاز التنفسي».