فجّر نائب في مجلس الأمة الكويتي فضيحة من «العيار الثقيل» حين اتّهم نائبا آخر بأنه متزوج من سيدة مغربية بعقد زواج عرفي وبأنه اشترى لها شقة لتقيم فيها. وقال شعيب المويزري، في مؤتمر صحافي عقده أول أمس السبت، ردا على اتهامات تلقّاها من بعض النواب المنافسين، «إن الأمر وصل إلى حد التعرُض لأسرتي، إذ قال أحد النواب الفاسدين، قبل أسبوع، إنني اشتريتُ شقة ب380 مليون دولار في لندن، وأنا أقول له: احترم نفسك، فأنت متزوج عرفي في المغرب، ولديك شقة هناك، ومتزوج عرفي في مصر، ولديك فيها أيضا شقة، ومتزوج عرفي من مواطنة عراقية، ولديك شقة في العراق أيضا»... وينذر تصريح النائب الكويتي ب«تفجّر» أزمة جديدة بين البلدين، على غرار ما كان قد حدث مع أزمة المسلسل الكرتوني «بوقتادة وبونبيل»، الذي قدمتْه سابقا قناة «الوطن» الكويتية ويصور رحلة لثلاثة أزواج كويتيين إلى مدينة أكادير والتقائهم سيدات مغربيات بغرض الزواج، مع تركيزه على بعض المظاهر السلبية في المجتمع المغربي، مثل الشعوذة والسحر، وهي السلسلة التي دفعت الحكومة المغربية إلى الاحتجاج بشكل رسمي على تقديم المغرب في صورة مرتع للفساد وشتى الظواهر الاجتماعية السلبية، قبل أن تسارع الكويت إلى تقديم اعتذار رسمي، ساهم في «لملمة» القضية وتفادي تطور الأمور إلى الأسوأ. ويتزامن تصريح النائب الكويتي مع النقاش المفتوح بخصوص العمالة المغربية في دول الخليج العربي، إذ أثير الموضوع مجددا مع تعالي أصوات نسائية سعودية تُعارض اعتزام شركات الاستقدام جلب عمالة منزلية من المغرب، لتعويض العمالة الأسيوية، ومُبدية رفضها التام استقدامَ سيدات مغربيات للعمل خادمات في المنازل السعودية. وتُبرّر ربّات البيوت السعوديات معارضتهن هذا التوجُّهَ ب«الخوف من المرأة المغربية»، مشيرات إلى أنهن يسمعن كثيرا أن المغربية امرأة فاتنة وجميلة، وربما يقع الزوج في فتنتها أو ربما «تُغويه» هي، في ظل انشغال الزوجة عن زوجها تحت وطأة الضغط وعدم القدرة على التوفيق بين العمل والبيت، فيما أشارت أخريات إلى أنهن سمعن كثيرا أن المغربيات يُتْقنّ أعمال السحر». وقد دفع «الخوف» من المغربيات بعض النساء السعوديات إلى حد مطالبة مجلس الشورى بالتدخل وتعطيل هذا التوجه وعدم السماح به، كما دفع أخريات إلى التهديد بالاستقالة من عملهن والجلوس في البيت، خوفا من انفراد العاملة بالزوج، خاصة إذا كان متقاعدا. ولا يقتصر الموقف السلبي من استقدام المرأة المغربية للعمل، والذي يأتي في عز النقاش المفتوح حول إمكانية انضمام المغرب لمجلس التعاون الخليجي على السعودية فقط، بل يتعداه ليشمل دولا خليجية أخرى، وغالبا ما يتم تعمُّد إلصاق أوصاف سلبية بالمرأة المغربية وتقديمها في صورة «خطافة الرجال» و«الساحرة»... وإلى حدود الساعة، لم يصدر عن الحكومة أيُّ رد فعل رسمي حُيال المبررات التي تُقدَّم لرفض استقدام الخادمات المغربيات ولا بخصوص الحملة الممنهَجة التي تقودها بعض الأصوات النسائية الخليجية لتشويه سمعة المرأة المغربية. ويترقب متتبعون ما ستحمله الأيام المقبلة بخصوص تصريحات النائب الكويتي، خاصة أن الأمر يتعلق بموضوع حساس يكشف ظاهرة زواج المغربيات من مواطنين خليجيين زيجات عرفية أو زيجات مسيار، أو حتى زيجات متعة، وهي وسيلة تقبل بها الكثير من الأسر المغربية تحت ضغط الحاجة، وغالبا ما تنتهي بمآسي اجتماعية، خاصة مع تنصل الأزواج من الوفاء بالتزاماتهم في حالة حدوث حمل أو ولادة. وكانت عدد من الدول الخليجية، وخاصة السعودية والإمارات العربية المتحدة، قد أقرّت إجراءات لضمان حقوق الزوجات المغربيات وأبنائهن المتخلى عنهم. فقد أطلقت حكومة البلدين حملة لملاحقة ومعاقبة الآباء المتخاذلين عن رعاية أبنائهم في الخارج والتعرف عليهم من أجل ضمان حقوقهم الشرعية والقانونية. وفي موضوع ذي صلة، أوقفت هيأة التحقيق والادعاء العامّ في مكةالمكرمة إماما مغربيا (54 عاما) في مسجد خاص غير مسجل في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، في حي العزيزية إلى حين الانتهاء من ملف التحقيق معه وإحالته على المحكمة الشرعية. وقد ألقي القبض على «الإمام» متلبسا بممارسة أعمال السحر والشعوذة داخل المسجد، الذي يؤم فيه الناس، وكذلك ترويجه زواج المسيار من فتيات مغربيات يتم استقبالهن على تأشيرات عُمرة أو حج وتزويجهن برجال معيَّنين «مسيارا» والبقاء في مكة. وفي التفاصيل أن هيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -فرع الهجرة المتخصص في محاربة قضايا السحر والشعوذة»- تلقّتْ بلاغا عن نشاط الإمام، الذي يعمل في مسجد يخص فاعل خير في حي الخنساء. وبعد التأكد من صحة المعلومات والبلاغ، قام مصدر البلاغ، بالاتفاق مع الإمام، بالاستماع إليه من رجال الحسبة، لعمله سحرَ صرف لمديره في العمل، كي يتغاضى عنه ويُمرر ترقياته. وقد طلب الإمام ثلاثة آلاف ريال، مقدما بعد إتمام العمل وطلب اسم المدير واسم والدته. وتم الاتفاق على أن يحضر المصدر إلى غرفة في المسجد قبل صلاة المغرب، فأُلقي القبض على الإمام وعُثر في حوزته على طلاسم سحر وشعوذة وكتاب «شمس المعارف» وعُقَد وسبحات وخواتم عقيق داخلها أعمال سحرية، وتبيّن أنه ضالع، أيضاً، في الترويج لزواج المسيار.