تصل استثمارات المجمع الشريف للفوسفاط في السنة الجارية إلى عشرين مليار درهم، وهو ما يمثل خمس المبلغ الذي يخصصه للبرنامج الاستثماري، الذي يغطي الفترة الفاصلة بين 2010 و2020، حسب ما أشار إليه محمد لحجوجي، مدير القطب المالي للمجمع، خلال ندوة صحفية عقدها أمس الخميس بالدارالبيضاء. ويناهز البرنامج الاستثماري للمجمع خلال تلك الفترة 98 مليار درهم، حيث يراد من وراء هذا المجهود الاستثماري، الذي ينصب على عدة مشاريع تخول تعزيز تموقع المجموعة المغربية في قطاع الفوسفاط، زيادة القدرة الإنتاجية، سواء تعلق الأمر بالنشاط المنجمي أو الكيميائي، في أفق الاستجابة للطابع الدوري الذي يميز القطاع، مما يعني خلق نوع من المرونة على مستوى الآلية الصناعية كي تستجيب بشكل فعال للطلب في السوق، والتحكم في التكاليف من أجل دعم التنافسية. وفي سياق تنويع مصادر التمويل للاستثمارات التي انخرط فيها المجمع، لجأ إلى تعبئة موارد من السوق المالي، من خلال إصدار سندات بمبلغ ملياري درهم، حيث يتجزأ هذا المبلغ إلى 20000 سند اقتراض كحد أقصى بقيمة 100000 درهم للسند الواحد. وأوضح لحجوجي أن المبلغ الذي سيتم جمعه لن يوجه إلى تمويل عملية بعينها، بل سيدخل ضمن مجمل الاستثمارات التي برمجها المجمع، مؤكدا على أن البرنامج الاستثماري قابل للتمويل وأن ثمة تطابقا بينه وبين الأموال التي يمكن تعبئتها له. في نفس الوقت أكد لحجوجي على أن الهدف من العملية يتمثل في تنويع مصادر التمويل وإنجاز حملة تواصلية مؤسساتية مالية والوقوف على مدى اهتمام المستثمرين بالمجمع الشريف للفوسفاط. وسيتم إنجاز العملية، التي حظيت بتأشير المجلس الأخلاقي للقيم المنقولة، وفق شطرين: شطر بسعر فائدة ثابت غير مدرج في بورصة القيم بالدارالبيضاء، وسعر فائدة ثابت مدرج في بورصة الدارالبيضاء، حيث يرتقب أن يصل المبلغ المتراكم عن الشطرين إلى ملياري درهم. ويتوجه المجمع بهذه العملية، التي ستتم بين 22 و26 شتنبر الجاري، إلى المستثمرين المؤسساتيين الخاضعين للقانون المغربي.وتصل مدة الاستحقاق إلى سبع سنوات وتبلغ المنحة عن الإصدار ما بين 30و50 نقطة، وقيمة الاكتتاب ما بين 100 في المائة و101.19 في المائة، بما فيها القيمة الاسمية. ومن جانب آخر، يتوقع المجمع الشريف للفوسفاط، حسب ما أوضحه لحجوجي، أن تتجاوز نتائجه في السنة الجارية التوقعات، حيث ينتظر أن تكون أفضل مما تحقق في السنة الماضية، التي تعدى فيها رقم المعاملات 43 مليار درهم. علما أن عائدات الفوسفاط المشتقة قفزت في السبعة أشهر الأولى من السنة الجارية، حسب مكتب الصرف، إلى أكثر من 26.50 مليار درهم.