قال ياسر الزناكي، وزير السياحة والصناعة التقليدية، إن الاستثمار الموجه إلى قطاع السياحة بالمغرب ارتفع هذه السنة ليصل إلى 13 مليار درهم، في حين لم يكن يتعدى في 2010 حوالي 5 مليارات درهم، حيث خصص الجانب الأكبر منه لقطاع الفندقة وحوالي 39 في المائة للعقار السياحي و16 في المائة وجهت إلى التنشيط. وأضاف الزناكي، الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية بالدار البيضاء أمس الأربعاء، أن مداخيل القطاع السياحي خلال النصف الأول من هذه السنة قاربت 33.4 مليون درهم، بزيادة 9.6 في المائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وفاق عدد السياح الذين ولجوا عبر الحدود المغربية حوالي 5.8 ملايين فرد، بارتفاع قارب 3.4 في المائة، في حين لاحظ أن ليالي المبيت خلال هذه السنة عرفت انخفاضا بنسبة 2.4 في المائة، وهو ما اعتبره الوزير مسألة يجب البحث في أسبابها مع المهنيين، فليس من الطبيعي أن يرتفع عدد السياح الوافدين وبالمقابل تنخفض ليالي المبيت. وأضاف الزناكي أنه لولا حادث مقهى أركانة بمدينة مراكش أواخر شهر أبريل المنصرم، لكان عدد السياح أكبر خلال هذه الفترة، حيث إن بداية السنة سجلت ارتفاعا مهما في عدد السياح الوافدين بنسبة 18 في المائة خلال شهري يناير وفبراير، لكن العدد انخفض في شهر مارس بناقص 7 في المائة نتيجة الأحداث التي عرفتها بعض دول شمال إفريقيا، ليعاود الارتفاع مرة أخرى في شهر أبريل، لكن أحداث مقهى أركانة كرست مرة أخرى تراجع عدد السياح الوافدين بأكثر من 11 في المائة، غير أنه لاحظ أن القطاع بدأ يتعافى رويدا رويدا ابتداء من شهري يونيو ويوليوز المنصرمين، بالاعتماد على استقطاب أسواق جديدة كالسياح الإسكندينافيين والبولونيين. ورغم كل ذلك، يضيف الوزير، استطاع المغرب أن يحتل المرتبة الأولى في المنطقة بنمو فاق 6.3 في المائة خلال النصف الأول من 2011، في حين سجلت دول شمال إفريقيا ناقص 13 في المائة، إضافة إلى تسجيل انخفاض في المنطقة الشرق الأوسطية، التي تضم وجهات سياحية مهمة كإمارة دبي، بناقص 11 في المائة، حسب باروميتر المنظمة العالمية للسياحة. من جانبه، اعتبر حميد عدو، المدير العام للمكتب الوطني للسياحة المغربية، أن الثلاث سنوات الأخيرة كانت صعبة على قطاع السياحة بالمغرب، بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ثم انتشار وباء أنفلونزا الطيور، ومؤخرا اندلاع الثورات العربية أو ما يعرف بالربيع العربي، وهي الأحداث التي أثرت على الحركة السياحية عالميا، لكنه اعتبر المغرب استثناء لأنه حاول الحفاظ على وتيرة نمو لا بأس بها في القطاع السياحي، لأن المغرب لم يعتمد على الأسواق الأربع الأوربية التقليدية فقط، بل استطاع استقطاب سياح جدد من مناطق مختلفة كالدول الإسكندينافية وشرق أوربا والخليج العربي، بالإضافة إلى التركيز على إستراتيجية تسويقية تعتمد في غالبيتها على تسويق المنتوج المغربي عبر الإنترنيت، باعتبار أن 90 في المائة من السياح عبر العالم يحجزون إقامتهم بواسطة النيت، حيث خصصت 40 في المائة من ميزانية التسويق لهذه السنة لبيع الوجهة المغربية عبر الإنترنيت من خلال 56 موقعا إلكترونيا عالميا أصبحت لها الآن بوابة مخصصة للسياحة المغربية.