سجلت حالة استنفار قصوى، زوال يوم الاثنين الأخير، لدى جميع أجهزة الأمن والاستخبارات في مدينة آسفي بعد بث برقية سرية داخلية عممت على جميع أجهزة الاتصالات اللاسلكية الأمنية، تفيد بقيام أحد الأشخاص بإشهار سلاح ناري في وجه مجموعة من المارة وإطلاقه النار على أحدهم. واستنادا إلى معطيات ذات صلة، فقد أعطيت تعليمات مشددة لرجال الأمن بالانتقال إلى موقع الحادث على مقربة من معهد الصيد البحري المطل على ميناء آسفي في منطقة تعرف بغابة «الموغيثين»، مع التشديد على العناصر الأمنية في اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر باعتبار أن المتهم يحمل سلاحا ناريا وأنه أصاب به أحد المارة، والإشارة إلى أنه يتخذ مسكنه مخبأ له. إلى ذلك، تمكنت عناصر الأمن بعد محاصرتها لمنزل المتهم، الذي يعيش في عزلة عن العالم في ظروف اجتماعية مزرية، من اعتقاله وحجز سلاحه الناري وهو عبارة عن بندقية صيد، وكشفت التحريات الأولية حول الحادث أن المتهم دخل في نزاع عادي مع مجموعة من الشباب قرب منزله المؤدي إلى شاطئ آسفي، قبل أن يتحول النزاع إلى وعيد ويتطور الأمر بعد ذلك إلى مرحلة تنفيذ الوعيد عبر إخراج سلاحه الناري وتصويبه إياه نحو فتى يبلغ من العمر 15 سنة. وعلمت «المساء» بأن الفتى، الذي أصيب بطلق ناري أصابت شظاياه ركبته، قد نقل إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية وسط ذهول عدد كبير من المارة وجيران المتهم الذين أجمعوا في شهاداتهم على أنه إنسان لا أصدقاء لديه ويعيش في عزلة تامة عن المجتمع في قصر لم يتبق منه سوى غرفتين، بلا كهرباء، كما أنه معروف بعصبيته وانزوائه وانغلاقه على العالم الخارجي. هذا، ومن المنتظر أن يتم عرض وإحالة المتهم على المحكمة العسكرية بتهمة حيازة سلاح ناري بدون ترخيص مع استعماله عمدا في الاعتداء بالجرح.