طوى حزب العدالة والتنمية صفحة ماضيه «المتوتر» مع الجنرال حميدو لعنيكري، الذي كان وراء «متاعب» حقيقية لهذا الحزب، عقب الأحداث الإرهابية التي هزت الدارالبيضاء في 16 ماي، سواء عندما كان على رأس جهاز المخابرات المدنية المعروفة ب«الديستي» أو عندما تم تعيينه فيما بعد على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني خلفا لحفيظ بنهاشم. مؤشرات طي هذه الصفحة تمثلت، حسب مصدر مطلع، في الزيارة غير المتوقعة التي قام بها قياديان من الحزب، هما لحسن الداودي وعبد الله بها، الخميس المنصرم، للجنرال لعنيكري بالمستشفى العسكري بالرباط على خلفية حادثة السير التي كادت تودي بحياته. وذكر مصدرنا كيف أن الجنرال لعنيكري بدا منشرحا وفي صحة جيدة، وعبر لقياديي العدالة والتنمية عن فرحته الكبيرة بهذه الزيارة، التي تم الترتيب لها بعد اتصال مع ابنه يوسف لعنيكري. ولم يثر قياديا العدالة والتنمية مع لعنيكري أي قضية من قضايا الشأن العام، بل اقتصر النقاش بين الطرفين على الظروف التي وقعت فيها حادثة السير. وحكى لعنيكري في هذا السياق لضيفيه الإسلاميين كيف أنه كان ممكنا ألا يصاب بأي أذى لو أنه وضع حزام السلامة عندما استقل سيارته. وقبل أن يودع قياديا العدالة والتنمية الجنرال لعنيكري، أخبراه بأن الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران سيزوره في وقت لاحق. وجاء قرار زيارة لعنيكري في المستشفى باقتراح من مسؤول في الحزب قبل أن يتبناه قياديون في العدالة والتنمية دون أن تتم مناقشته في الأمانة العامة للحزب. فيما قال مصدر من الحزب ل«المساء» إن هذه الزيارة جاءت لدواع إنسانية، وليست وراءها أي خلفية سياسية، مشيرا في هذا السياق إلى أن مسلسل التضييق على العدالة والتنمية بعد أحداث 16 ماي لم يكن وراءه لعنيكري كشخص وإنما كانت وراءه «جهة» في السلطة. وكان لعنيكري محط انتقادات كثيرة، ليس فقط من طرف الإسلاميين، وإنما أيضا من طرف المنظمات والجمعيات الحقوقية، بعد انخراطه في معركة محاربة «الإرهاب» على الطريقة الأمريكية. كما أن علاقة لعنيكري بالصحافة المستقلة كانت بدورها جد متوترة، رغم أن الجنرال كان يحلو له أن يعقد جلسات مطولة مع الصحافيين، بل لم يتردد في إعطاء حوار لجريدة «لوفيغارو» الفرنسية. وقبل ذلك، كان لعنيكري قد استضاف في منزله بالرباط صحافية مجلة «لونوفيل أوبسيرفاتور» سارة دانييل، التي وضع مقالها حول «الإسلاميين والجيش» الجنرال في حرج حقيقي مع جهات عليا في البلاد.