اعتقلت مصالح الأمن الإسبانية عددا من رجال الأعمال الإسبانيين والفرنسيين كانوا يحاولون التوجه إلى المغرب في طائرة خاصة بنية الهرب من متابعات قضائية في إسبانيا لها علاقة بفساد في مجال العقار. ووفق ما ذكرته مصالح الشرطة الإسبانية، فإن مالك الوكالة العقارية «ريفيرا كاست أنفست.س.ل»، وهو فرنسي يدعى كلود روش تابارو، كان ينوي الهرب نحو المغرب الأربعاء الماضي رفقة خمسة أشخاص آخرين من جنسية إسبانية من أعضاء المكتب الإداري للمؤسسة. وتم اعتقال المقاولين الستة في مطار «إيل آلتيت» في مدنية أليكانتي، وسط شرق البلاد، عندما كانوا يهمون بركوب طائرة خاصة كانت ستنقلهم نحو المغرب. وقالت صحيفة «أ ب س» الإسبانية إن قاضي التحقيق طلب من الشرطة التدخل لإيقاف الأشخاص الستة بسبب وجود تلاعبات وفساد واختلاسات في مجال العقار، وأن خروج هؤلاء من إسبانيا والتوجه إلى المغرب كان سيعتبر بمثابة فرار من العدالة الإسبانية. وتشير تقارير الأمن الإسباني إلى أن «التلاعبات التي عرفتها هذه المؤسسة أضرت بأزيد من 50 شخصا، إضافة إلى إضرارها بعدد من المؤسسات البنكية ومؤسسات بناء في مختلف مناطق البلاد». وبدأت الشكوك تحيط بمقاولة «ريفيرا كاست أنفست» منذ سنة 2005، حيث تم بيع شقق على الورق فقط، وكان المشترون ملزمين بدفع نصف سعر الشقق في البداية، غير أن هذه الشقق لم تبن بالمرة. ويشير صك الاتهام الموجه إلى هذه المؤسسة إلى لائحة من الخروقات من بينها وقف أداء أقساط الأبناك، وتغيير مكان بناء شقق من مدينة إلى أخرى، والإعلان عن أرقام فوائد غير صحيحة، والحصول على قروض من أبناك بطرق احتيالية. ويعتقد أن الفرنسي كلود روش سبق أن أودع في المغرب ملايين الدولارات التي حصل عليها من وراء أعمال غير مشروعة في إسبانيا. يذكر أن القضاء في إسبانيا أمر قبل بضعة أسابيع باعتقال عدد من المسؤولين في مدينة إيستيبونا جنوبإسبانيا بسبب تورطهم في قضايا تبييض أموال، وأن جزءا مهما من هذه الأموال تم تبييضها في عدد من المدن المغربية عبر بناء عمارات أو فتح مقاهي ومطاعم فارهة.