نظمت حركة 20 فبراير في الخميسات وقفة احتجاجية يوم الخميس، فاتح شتنبر، في حدود الساعة الرابعة والنصف أمام مقر المنطقة الإقليمية للأمن في المدينة، تنديدا بالاعتداء الذي تعرَّض له أحد مناضليها على يد أحد ضباط الشرطة خلال المسيرة السلمية التي نظمتها الحركة يوم الأحد، 28 غشت الأخير، المطالِبة بمحاربة الفساد والإقصاء ومحاكمة ناهبي المال العام. وقد عرفت الوقفة الاحتجاجية ترديد العديد من الشعارات من قبيل «الشعب يريد إسقاط الحكرة»، والتي تمت فيها المطالبة بإنصاف الحركة والرفض التام للمضايقات التي يتعرض لها مناضلو الحركة من طرف قوات الأمن و«البلطجية». وتميزت الوقفة الاحتجاجية بتعزيزات أمنية وحضور جماهيري من منتسبي الحركة والمتعاطفين معها ومن بعض الإطارات المحلية السياسية والنقابية. وأوضح بيان تنديدي أصدرتْه حركة 20 فبراير في الخميسات أنه إثر واقعة الاعتداء التي تعرَّض لها عضوها (إبراهيم بنصالح) تم عقد جمع عام استثنائي يوم الثلاثاء، 30 شتنبر في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان -فرع الخميسات، تطرقت فيه للقمع الذي تعرَّضتْ له المسيرة الشعبية، التي أصيب على إثرها عضوها بجرح في وجهه، الأمر الذي استدعى نقلَه إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي، بسبب الضرب الذي تلقاه من طرف المسؤول الأول عن الأمن في المدينة. وأوضح البيان الذي توصلت «المساء» بنسخة منه أن الكوميسير «ا. ط.» لم يتردد في استعمال جهازه اللا سلكي كأداة للضرب أمام عدد كبير من المواطنين، الذين أبدوا استعدادهم للإدلاء بشهادتهم في الموضوع. واعتبرت حركة 20 فبراير في الخميسات أن تكرار مثل هذه السلوكات يؤكد سياسة التجاهل التامّ التي تنهجها الجهات المسؤولة تجاه الاحتجاجات التي سبق أن نُظِّمت من طرف الحركة والتنظيمات الحقوقية والسياسية الداعمة لها ضد المسؤول الأمني، حسب وصف البيان ذاته. وبخصوص نازلة الاعتداء، استنكر حزب التقدم والاشتراكية في الخميسات، التدخلات الأمنية بكل أشكالها ضد شباب حركة 20 فبراير في المدينة، مؤكدا، في بيان له، أنه من الواجب على المسؤولين المعنيين في الخميسات، بمختلف رُتَبهم السلطوية والإدارية، أن يعالجوا المشاكل في إطار حوار دائم يفسح المجال رحبا أمام كل أشكال التعبير الحضاري وليس بالقمع الممنهج وغض الطرف. وأوضح حزب التقدم والاشتراكية أنْ لا أحدَ يشُكّ في مشروعية المَطالب الاقتصادية والاجتماعية المعبَّر عنها في الشارع من قِبَل شباب مدينة الخميسات، لأنها مطروحة بكل قوة نتيجة الأزمة التي يعيشها الإقليم الزموري، في ظل غياب سوق الشغل واستمرار الفساد الإداري. فمنذ سنوات وعدد من المفسدين، سواء في ضفة الإدارة أو المجلس البلدي يتعاملون مع الخميسات كما لو أنها «بقرة حلوب»، واغتنى الكثيرون منهم على حسابها وحساب خيراتها، مؤكدا، في السياق ذاته، أن منهم من أحسنوا استغلال النفوذ وأصبحوا من أكبر الأثرياء واستولوا على العديد من الصفقات العمومية وحوّلوا برنامج تنمية مدينة الخميسات إلى فيلاتهم وضيعاتهم ومشاريعهم السكنية والتجارية والخدماتية، وجلهم مسؤولون ومساهمون أساسيون في الأوضاع التي سادت وتسود مدينة الخميسات والإقليم، ويمثل بعضهم اليوم قوى للضغط حتى يبقى مستقبل المدينة بين أيديهم. واعتبر حزب «الكتاب» أنه من العيب أن تبقى الخميسات كما لو أنها «قرية كبيرة»، على هامش مختلف أوراش الإصلاح التي تشهدها البلاد منذ مدة في إطار مسلسل إصلاحي ضخم يقوده ملك البلاد.